فرنسا ولبنان

د. سليمان الذييب
د. سليمان الذييب

تعرض لبنان قبل أيام إلى هزة عنيفة وضربة قوية في شريان حياته، في “مرفأ بيروت”، رئة لبنان وأهله الطيبين. وقد امتاز هذا البلد عبر تاريخه القديم والحديث، في تعايش أهله مع اختلاف مذاهبهم وأديانهم، بل وأعراقهم. وكما كان الفينيقي في غابر الزمان ممارسًا التجارة باتقان، فاللبناني اليوم أيضًا ممارسًا بامتياز لها، فجعلته هذه المهنة يمتاز بشخصية ديناميكية، أبعدته عن التطرف، فمن مميزات التاجر الإمساك بالعصا من الوسط. وكذلك اللبناني المعاصر، فنادرًا ما نجد متطرفًا بين الشعب اللبناني، بكافة أشكال هذا التطرف: الديني، والسياسي، وغيرهما. وفي عصرنا الحاضر انتشر اللبناني كما انتشر أجداده من الفينيقيين في أرجاء العالم حتى وصلوا إلى وبريطانيا في أوروبا، وأقصى السواحل الأفريقية فيما قبل الميلاد. واليوم يزيد عدد من ترك لبنان ضعف سكانه الحالي الذي يزيد على “4” ملايين نسمة.

لكن دوام الحال من المحال، فقد تغير الحال بعد الاستعمار الفرنسي “النتن”، الذي اختلف عن بقية الدول الاستعمارية في العصر الحديث، في:

خلقه للاختلاف الاجتماعي ووحدة الهوية.

استبداله الهوية المحلية بالهوية الفرنسية.

وهما أخطر سلاحين لتقويض أي مجتمع (فعلته أمريكا في العراق اليوم). فخلقت مجتمعًا طائفيًا بامتياز لا يربطه مع الوقت إلا المصالح. ومما زاد من جراح لبنان وآلامه استحسان الدول العربية في هذا العصر وارتياحها لهذا الوضع السياسي غير الطبيعي، فجعلوه متنفسًا ومسرحًا لهم لرمي قاذوراتهم وخلافاتهم فيه.

وفي البداية -نظرًا لعقلية اللبناني وشخصيته المتحولة- تصور أن هذا الوضع يصب في مصلحته الوطنية والاقتصادية وهو ما يهم العقلية اللبنانية “الاقتصاد/ المال”؛ لكن تغيرات الثورة في إيران، ورغبة قادتها في تصديرها -التي لم يحسب لها حسابًا- أدى إلى خلق تجاذبات وتقاطعات في المجتمع العربي، ومن هذه المجتمعات التي استغل نظام إيران وضعه لمصلحته هو “مجتمع لبنان”، فبيئته الاجتماعية والفسيفسائية تسمح بالتغلغل فيه، ووضع موطأ قدم. والمجتمع اللبناني ينقسم دينيًا إلى دينين رئيسيين: الإسلام والمسيحية. وكلاهما ينقسمان إلى عدة طوائف مختلفة (بالمناسبة عدد الطوائف المعترف بها في لبنان بلغ “18” طائفة)، فكما استغل النظام الفرنسي “النتن” آنذاك هذه الحالة وخلق نظامًا سياسيًا واجتماعيًا طائفيًا استغلته أيضًا بعض الدول الإقليمية.

وسأتوقف هنا عند أخطر الأحداث الداخلية في العصر الحديث، وهي الحرب الأهلية، التي تعد تكرارًا لحروب وصراعات سجلها التاريخ إما بين المسيحيين والدروز أو غيرهم. فقد اندلعت في لبنان- بسبب الخلاف العنيف الذي حصل بين قادة المنظمات الفلسطينية وقادة الجالية اللبنانية المسيحية على وجه الخصوص “الكتائيب”، تطورت إلى حرب أهلية استمرت “30” عامًا، فتدخلت الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي رعت مؤتمرًا أثمر عما عُرف بـ “اتفاق الطائف” في عام 1989م، (العام الذي حصلتُ فيه على درجة الدكتوراه من جامعة درهام البريطانية)، والذي كما يبدو ليّ- لم يعالج أصل المشكلة، بل حرص على إيقاف الحرب تاركا وأد المشكلة الحقيقية الى المستقبل. ولا شك أن هذا التوجه لم يكن موفقًا، ومن أهم بنوده نجاح “حزب الله” في انتزاع ليس فقط الاعتراف الرسمي به، بل استثنائه من نزع السلاح، بصفته “قوة مقاومة” بدلاً من تصنيفه قبل مؤتمر الطائف “بالميليشيات”. وأترك لكم بطبيعة الحال تخيل ما آلت إليه الأمور لاحقًا. ولا شك أن هذا الموقف من المجتمعين في الطائف عكس بكل المعايير نجاح الحزب آنذاك، والسبب في تصوري- أن الحزب والقائمين عليه والداعمين له كانت لديهم “رؤية” مكنتهم من انتزاع هذا الاستثناء، الذي ندفع حتى الآن تبعاته. الأمر الاخر الذي أيضًا لم يوفق فيه هذا المؤتمر هو ما عُرف في الاتفاق بـ “العلاقة الخاصة بين لبنان وسوريا”. وهذه العبارة الفضفاضة سمحت للجيش السوري وقادته التعامل مع لبنان بأسلوب …..!! ولعل أهم بنود الاتفاق بندان، الأول: المساواة في أعضاء البرلمان اللبناني بين الطائفتين المسيحية والإسلامية، الثاني: نقل بعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية “المسيحي” إلى رئيس مجلس الوزراء “المسلم”.

أما بقية البنود، فلا تتعدى التعبيرات الإنشائية التي قتلتها: العلاقة الخاصة بسوريا مع لبنان، مما أعطى الأولى حق تفسير هذه العلاقة بحكم انتشار الجيش السوري الفعلي في لبنان، وفرض هذا التفسير بالقوة. الأمر الاخر الاستثناء الذي انتصر في انتزاعه حزب الله، فنجح بهذا الانتصار من زحزحة “منظمة أمل” من زعامة شيعة لبنان، خصوصًا وأن القذافي قد قضى لأسباب شخصية على زعيمها التاريخي، فأنهكها. ومن هذه العبارات الفضفاضة لهذا الاتفاق هو إقرار مبدأ “التعايش المشترك”، بين الطوائف اللبنانية، وغاب عن المجتمعين أن هذا التعايش مستمر منذ مئات القرون. وهكذا يمكن القول إن “اتفاق الطائف” بعبارة أو أخرى فشل في تغيير النظام السياسي الطائفي الذي أشرفت عليه فرنسا قبل خروجها من لبنان عام 1943م؛ بل أستطيع القول إنه “كرّس التوزيع الطائفي للحكم”، وثبته. إذ أن وجود نظام سياسي هش يصب في مصلحة الدول العربية آنذاك، وأبرزها نظام سوريا، فلبنان بالنسبة له رئته التي يتنفس منها حال الضغط عليه.

على كل حال قد يرى البعض في تفجير بيروت الشرارة الأولى في تغيير جذري في النظام الذي وضعته فرنسا المستعمرة “النتنة”، والذي لم ينجح “اتفاق الطائف” في تغييره. وأن الشعب اللبناني سيضطر إلى اختيار كما قال أحد رؤساء الأحزاب السياسية إما: دولة “الجمهورية اللبنانية” أو “دولة الأحزاب المعسكرة”؛ لكني شخصيًا لا أرى بصيص أمل في نهاية النفق يُخرج لبنان من صراعاته الداخلية في هذا العصر، نظرًا إلى: التدخلات العربية في الشأن اللبناني باعتباره ساحة تتصارع فيها هذه الأنظمة فكريًا وسياسيًا، فهو متنفسًا لها ضد شعوبها، إضافة إلى أن النظام السياسي الذي وضعته فرنسا، لا يمكن أن تتخلى عنه قيادات الطوائف بأي حال من الأحوال، فهو يخدم مصالحها، فلو تغير النظام الحالي ستفقد هذه القيادات- الكثير من مميزاتها، فهذا النظام كرس الطائفية حتى أصبحت مثل الهواء الذي يستنشقه هذا الشعب المسالم، إلا في حال -وهو صعب- تمّكن طائفة مسلحة من السيطرة على الوضع بالقوة عندما تنال الضوء الأخضر إقليمًا ودوليًا.

والمؤهل لهذا الدور دون شك- هو “حزب الله”؛ وبغض النظر عن الموقف الشخصي من الحزب، إلا أنه خطط وداعميه لهذا الهدف من مدة، ولم يتبق إلا الضوء الأخضر من الدول الكبرى. أقول إن زيارة الرئيس الفرنسي “ماكرون”، والتي ذكرتني بزيارات الأباطرة أو كبار القادة الرومان للمنطقة بهدف حل مشاكلها وإعادة ترتيباتها؛ ألتقى بكافة القوى السياسية في البلاد، والمعلن أنه أظهر ميلًا إلى نقد الأوضاع الداخلية واستياءً من النخبة السياسية، وفي ظني- أن ما قاله الرئيس مع كامل التقدير- ليس إلا “ذر الرماد في العيون”، فوصوله إلى لبنان المنكوب، (الذي ستكشف الأيام أسبابه ودوافعه)، لا يخرج في ظني- عن أمرين أولهما: الإبقاء على هذا النظام السياسي الذي يخدم الجميع، فيما عدا الشعب اللبناني، ثانيهما التفاهم مع الحزب الأقوى في البلاد “حزب الله” على المستقبل باتفاق الطرفين على أمر ما، والأمر مطروح على الطاولة لتباحث، إما السماح له الهيمنة على الأوضاع بشكل مباشر، مع ضمان حقوق الجالية المسيحية، الابن المدلل لفرنسا أو تخفيف بشكل أو اخر تعطيله للحياة الطبيعية في البلاد.

والسؤال: أين الطائفة السنية من هذه الأوضاع؟ الواقع أنها الطائفة الأضعف في لبنان، فمنذ عقدين هي في وضع مزر، فلم تنل دعمًا واضحًا وقويًا ولم يكن عند قادتها رؤية واضحة يحققونها؛ واللوم يقع بشكل مباشر عليها وعلى داعميها التاريخين “الخليج العربي” الذي ترك الساحة لطرف الاخر. مع أنها الطائفة التي كان لها دور قوي ونافذ في تاريخ لبنان السياسي، فحتى العثمانيين في محاولة منهم إيقاف نزيف الصراعات الداخلية قسمت جبل لبنان إلى منطقتين، عينت على إحداهما مسيحي والأخر درزي (الذين فقدوا القرن الماضي قوتهم بشكل واضح). فهي مع الأسف الطائفة التي تتلقى الضربات والطعنات من الطائفتين الكبيرتين حاليًا.

ولنعد إلى الحادث الأليم الذي وقع في مرفأ أبرز العواصم العربية وأجملها “بيروت”، وكي نحدد أو نسلط الضوء على الفاعل الحقيقي علينا الإجابة على السؤال -الذي طرحه أخي “المطوع”- وهو “من المستفيد من التفجير”؟

وكي تكون إجابتي منطقية يجب على الجميع الإقرار “أن السياسي في العالم قديمًا وحديثًا لا يتردد عن استخدام كافة الأساليب والطرق حتى القذرة منها في سبيل الحفاظ على مصالحه ومكتسباته الشخصية”، وهذا الإقرار أو الاعتقاد سيكشف الفاعل الذي لن يظهر ولن ينال عقوبته أبدًا.

يهيمن حاليًا على الوضع السياسي في لبنان طائفتان كبيرتان -إذا استثنينا الطائفة السنية المنهكة، هما: الشيعة ممثلة في “حزب الله”، والمارونية ممثلة في “التيار الوطني” (حزب الكتائب العريق عندهم، ليس له إلا “3” أعضاء في البرلمان). وفي العقود الثلاثة الماضية نجح “حزب الله” في فرض أجندته ورؤيته على الوضع الداخلي في البلد، مستغلًا الحرب الأهلية الأخيرة (1975م)، والأوضاع الإقليمية “ثورة إيران”، فاتخذ شعارًا جاذبًا نال به دعم ليس فقط الحكومات العربية، بل غالبية الشعوب العربية، وهو “المقاومة”، و”محاربة العدو”، فحاز زعيم الحزب “حسن نصرالله” بأعجاب واضح حتى أن خطاباته (وهو لا يمثل دولة بل حزب) تذاع في وسائل الإعلام العربية كافة، وهي ميزة لم يحظ بها قادة الدول العربية جميعًا، وتنال خطاباته وتصريحاته من المتابعة ما لم يناله في التاريخ العربي الحديث- إلا الزعيمين العربيين الملك “فيصل ابن عبدالعزيز” والرئيس “جمال عبدالناصر” رحمهما الله؛ اللذان نجحا باهتمامهما وسياستهما في استقطاب الشارع الإسلامي للأول، والعربي للثاني. أقول إن الخط الذي اختطه حزب الله والظهور بمظهر المقاوم، جعله يمارس قوته الداخلية ويهيمن على الأوضاع السياسية، فنجح -في العقدين الماضيين- في فرض نفسه بمصطلح “الضامن” في مجلس الوزراء، ونظرًا لضعف النخبة السياسية السنية، فلم تجد أمامها إلا القبول بهذا الوضع، الذي مع الأسف أدى مع الوقت إلى تعطيل حقيقي للدولة.

لكن تمادي الحزب في السنوات الأخيرة بمغامراته كشف دون أن يقصد عن طائفيته، فتدخله بقوة لمحاربة، بل قتل الشعب السوري الثائر ضد نظامه الفاسد تبين أن دوافعه طائفية قحة، وهكذا بدأ الحزب وزعيمه يفقدان ما كوناه من سمعة عند الغالبية؛ فكان موقف حزب الله من الثورة السورية عامل واضح في انخفاض شعبيته، بل كراهية الجماهير العربية له؛ وبتصرفه هذا كشف الحزب وقائده عن أهدافه الحقيقية، وهو ما حذر منه المرحوم الملك “حسين بن طلال” وما أسماه وقتها “الهلال الشيعي”. وبطبيعة الحال هذا التغير في مواقف الجماهير العربية أقلق كثيرًا الحزب، فلم يجد أمامه إلا محاولة الإسراع والقبض بيد من حديد على الأمور في لبنان قبل أن تضيع الخطة والهدف الحقيقي. وقد وجد الحزب وقادته في فريق “عون” الحليف الأحمق الذي من خلاله استطاع الحزب على الأقل كسب الوقت للعودة إلى سابق العهد، مستغلين الطائفية النتنة في “عون وفريقه” (التيار الوطني الحر). وتبينت هذه الطائفية النتنة في تصريحات زوج ابنة عون، ولا ننسى أن عون وقت “اتفاق الطائف” كان رافضًا لهذا الاتفاق. لذلك رفض ترك القصر الرئاسي احتجاجًا على تقليص صلاحيات الرئيس الماروني. أقول انتهز الحزب رغم الصراع بين الطرفين هذه النعرة الطائفية وأراد توظيفها لمصلحته، فاعتبر “عون وزوج ابنته” حليفه الرئيس؛ فاجتهد الحزب في تعطيل الدولة حتى اُختير “عون” رئيسًا للبلاد. والتيار الوطني الحر (اليميني المتطرف) ما زال يعتقد أن تحالفه مع حزب الله سيؤدي إلى استمراره في إدارة البلاد، لكن التاريخ يعلمنا أن الخطوة الأولى للفائز دائما هي التخلص من العملاء.

وفي السنة الماضية بدأت الأمور تخرج عن سيطرة حزب الله وفريق عون، فسيطرتهم على الإعلام لم تعد كما كانت، بسبب رفع الحزب شعار طائفيته بأسلوب أزعج الكثير حتى من أبناء الشيعة أنفسهم، فقد وجدوا في تبعية الحزب وتنفيذه أجندة خارجية وصمة عار في جبين الأمة الشيعية العربية، فتدخلاته على سبيل المثال في العراق لم تكن من أجل احقاق الحق، بل تكريس الطائفية في هذا البلد العظيم.

وهكذا يتبين أن وضع :حزب الله والتيار الوطني المتطرف” ليس في أحسن حال، وإذا لم تتغير الظروف، فقد يفقد الحزب ما بناه خلال العقود الثلاث الماضية، فالاقتصاد منهار، والوضع السياسي محتقن والعلاقة بين الشعب والحزب داخليًا وخارجيًا في أسوء حالاتها، قرار “سعد الحريري” عدم الاستمرار مآته لهذين الفريقين، جعل -كما أظن- الحزب وقياداته يرى في التفجير حبل انقاذ ينتشلهم من هذا المأزق، ونقطة تحول تؤخر إلى مدة الأمور حتى إيجاد عن مخرج يعيد الحزب إلى واجهة القلوب مرة أخرى، والواضح أنهم لم يأخذوا في الحسبان قوة الانفجار.

ففي ظني -إجابة على تساؤل أخي المطوع- أن المستفيد الوحيد من هذا التفجير هي النخبة السياسية الحالية في حزب الله والتيار الوطني اليميني المتطرف. والملفت عندي أن إعلام المقاومة لم يوجه اتهاماته إلى العدو الإسرائيلي، لأنه بكل بساطة يريد الدعم المالي الغربي، الذي لن يناله أن وجه اتهامه إلى العدو الحقيقي للأمتين العربية والإسلامية، وبذلك لن تصل هذه الأموال إلى خزائنهما؛ لذلك قرروا من البداية اتهام “الإهمال”، من موظفين في المرفأ، وستستمر هذه الأسطوانة حتى الأسبوع الثالث أي بعد أسبوع أو أسبوعين من الآن، وبعد تمرير المساعدات سيعود إعلام المقاومة إلى اتهام “إسرائيل” بهذا التفجير، لأنها الأسطوانة الوحيدة التي تدخله قلوب العرب.

قد يقول قائل هل تستبعد أن العدو الإسرائيل وراء هذا التفجير، أقول طبعًا لا نستطيع إلغاء هذا الاحتمال، وفي ظني أن هذه الدويلة لن تقدم على هكذا خطوة إلا بعد التفاهم مع هذين الحزبين. وإلا لماذا عَمِل الإعلام المقاوم على استبعاد هذه الفرضية.

وأخيرًا يرى البعض أن هذا التفجير سيخلق لبنانًا مختلفًا خلال الأسابيع القادمة، والواقع أن تاريخ هذا البلد القائم على التعددية الطائفية والتعايش المشترك، تجعلني استبعد ذلك، فسيظل الحال على وضعه بالطريقة اللبنانية “لا غالب ولا مغلوب”، وسيظلان (حزب الله وعون) ممسكان بالحكم ما دامت الطائفة السنية لا رؤية لها بانشغال قادتها المخملية في التجارة وجمع الأموال، وفي ظل تقاعس حلفائها وترددهم في الدعم الحقيقي، المقترن برؤية واضحة، فتقبيل “الخشوم” كما قال الزعيم “ياسر عرفات” لا يخلق عندي- إلا وضعًا هشًا.

حمى الله هذا البلد الصغير في مساحته الكبير في تأثيره، الطيب السلس في تعامله، اخترع أهله الأبجدية، وسيطر على التجارة البحرية، وجمع طوائفه وأهله الطيبين على الحق.
واختتم مشاركتي هذه بقصيدة بقصيدة قديمة للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، رحمه الله:

جللٌ مصابُك يا بيروت يبكيــنا … يا أخت بغـــداد ما يؤذيك يؤذينا

ماذا أصابك يا بيروت داميـــة … والمــوت يخطف أهليك وأهلينا

داران من قزّ يا بيروت إن لنا … لاشـكّ تسـكنُ بعضيها شياطـينا

‏عضّي على الجرح يا بغداد صــابرةً … بيروت تعـــــرفُ ما فيها وما فينا

بيروتُ تعرفُ من بالروعِ يفجـــــعنا … علـــم اليقين وكأس الموت يسقينا

نادي بنيكِ وقصّـــي بين أظهرهـــم … ضفائر الطــهر أو حتى الشرايينا

عضّي على الجرح يابغداد واتعظي … من أحرق الأرز لن يسقي بساتينا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *