الرأي , رياضة

إفريقيا وكرة القدم (1-3) .. البدايات

محمد العمري

كاتب رياضي

دخلت لعبة كرة القدم إلى إفريقيا من خلال التجار والمستوطنين والمبشرين والقوات الأوروبية خلال الحربين العالميتين وتأثرت شمال وغرب ووسط إفريقيا بشكل كبير بالفرنسيين مما يفسر سبب كون الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يُعرف باسم (Confédération Africaine de Football) أو CAF، وعلى الرغم من أن CAF تم تشكيله في الأصل عام 1957م، إلا أن النضالات من أجل الاستقلال عن الاستعمار طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تركت القليل من الوقت لتطوير كرة القدم فبدأت اللعبة في الازدهار فقط بعد الاستقلال الواسع لأفريقيا عن الحكم الأوروبي في الستينيات.

الأعضاء المؤسسون الأصليون لـ CAF هم مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب إفريقيا حيث التقى ممثلون من كل دولة في الخرطوم، بنية تشكيل هيئة رقابية لكرة القدم في القارة الأفريقية وخلق بطولة دولية، وكانت مصر الدولة الأكثر خبرة على الصعيد الدولي، حيث كانت الممثل الأفريقي الوحيد في بطولة كرة القدم للألعاب الأولمبية 1920م وفي كأس العالم 1934م.

بدأ بطولة أفريقيا لكرة القدم الذي وأقيمت في السودان عام 1970م في ذكرى استقلاله بالرغم ان هناك بطولة أخرى سبقتها عام 1957م، بمشاركة 4 منتخبات هي السودان، ومصر، وأثيوبا، وجنوب أفريقيا (والتي استبعدت بسبب سياسة الفصل العنصري)، لتفوز بها مصر. في تلك البطولة رفضت جنوب إفريقيا إرسال فريق متعدد الأعراق إلى البطولة، مشيرة إلى أن فريقهم سيكون إما أسود بالكامل أو أبيض بالكامل وفقًا للفصل العنصري وقد استنكرت الدول الثلاث الأخرى في البيان وأستبعدت جنوب إفريقيا على الفور مما أدى إلى بطولة غير عادية إلى حد ما، حيث التقت إثيوبيا بمصر في المباراة النهائية حيث فازت مصر لرفع كأس الأمم الأفريقية الأولى على الإطلاق.

سياسياً كان هناك حلم بإفريقيا موحدة، ولكن تقارير تاريخية تتحدث عن أن صعود إفريقيا كقارة، وفي كرة القدم كقوة في اللعبة تعطل بسبب الدول الإستعمارية بشكل كبير ولكن هناك أمر آخر داخلي وهو توتر قد يوصف بالعنصرية بين بين شمال إفريقيا (في الغالب عربي) وجنوبها الافريقي العرق. هذا الخلاف كان سببه بشكل رئيسي فكرة أن الدول العربية الأكثر ثراءً (غالبًا) ما استغلت جيرانها الجنوبيين، وظهر ذلك التوتر في المغرب في كأس الأمم الأفريقية 1988م، حيث تأهل لنصف النهائي فريقين من شمال إفريقيا وفريقين من أفريقيا جنوب الصحراء حيث لعبت الكامرون ضد المغرب المضيف، فيما واجهت نيجيريا الجزائر  ويتم تذكر كلتا المباراتين للعنف الذي صاحبها من هتافات العنصرية من الجمهور العربي ضد الفرق الأفريقية السمراء ، وبالرغم من ذلك تجاوز اللاعبون ذلك حيث وصلت الكاميرون ونيجيريا إلى المباراة النهائية.

كل تلك الأحداث هددت أحلام الرجال الذين يعيشون من أجل تعزيز الوحدة الإفريقية ومع ذلك، فإن مسألة الوحدة الإفريقية تمتد إلى ما وراء شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، حيث يوجد في شمال إفريقيا تنافس كبير بين مصر والجزائر، يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد مباريات كرة القدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *