الرأي

أقبح ما فعله العالم

د. أمل الطعيمي

مثقفة وكاتبة رأي سعودية .. عميدة كلية الأداب بجامعة الإمام عبدالرحمن (سابقا )، مديرة التحرير بصحيفة "اليوم" (سابقا)

أحد أقبح وأسوأ الأمور التي سكت عنها العالم في السنوات الأخيره وهو سكوت  متباين حسب القوانين الوضعية ليست خفافيش الصين التي روعت العالم حين قال من قال بأنها سبب فايروس كورونا بل هو أمر آخر هو أقبح من ذلك بكثير  وأعني المثلية الجنسية التي رحبت بها وصفقت لها السياسات  الداخلية في كثير من الدول حين  أذعنت للشواذ من منطلق الحريات الشخصية فأصبحت المثلية المنحرفه عن الطبيعة والغريزة الإنسانية التي وضعها الله عز وجل في خلقه وحرمتها الأديان وحجتهم أن ربهم يحاسبهم ولا شأن لنا بهم !

لقد كان أولئك المرضى والمنحرفين فيما مضى يشعرون بالخزي الداخلي ويختبئون من الناس لأنهم يدركون تماماً بأنهم حالة شاذة وكان ذلك الحال هو الأنسب لهم وللعالم ولكن بعد أن تجرأ بعضهم على إجبار العالم على قبولهم وأصبحت السياسة الداخلية لبعض الدول لا تجرم فعلتهم وصارت تمرر شذوذهم على أنه حالة طبيعيه ويجب أن يعترف بها! وصارت تفاخر بأنها داعمة لحقوقهم المدعاة وسمح لهم بعقود زواج رسمية وسمح لهم باستئجار الأرحام أو الحيوانات المنوية ليكون لهم أبناء !! ومن هذاالدعم أن وجدنا رعايتهم واحتضان شذوذهم مطروحة في كل مسلسل أو فيلم أجنبي حيث تطرح فيه هذه الفكره بشكل مقزز وكأنهم يحاولون أن يقولوا للناس اقبلوهم وتعايشوا معهم ! هذا في الدول الغربية وبعض المستغربين الذين في الوقت نفسه يدعون أنهم حماة الإسلام ( تركيا ) أما في الدول العربية الأخرى فتارة الأمر مسكوت عنه فقط وتارة تتسابق البرامج في وسائل الإعلام المختلفة  لدعوتهم والالتقاء بهم والاستماع لهم على أنهم أصحاب حق وفي جانب آخر يتناقل الناس في كل مكان مقاطع فيديو لرجل يرقص بطريقة أنثوية منفرة ويكتفون بالضحك فقط حتى صارت هذه المقاطع مادة للتسلية يضحك منها الصغير والكبير والأسوأ أن هناك عدد من المشاهير ينتمون لهذه الفئة ولهم متابعين من كل الأعمار يرونه وهو يتنعم بالكريمات والماكياج ويتأنث شكلاً وقولاً وفعلاً ومثله أيضاً تلك المسترجلة ذات الصوت الأجش المتصنع والعضلات المفتولة وكأن وجود مئات الألوف من المتابعين لهم من الأطفال والآباء والأمهات هو موافقة ضمنية على شذوذهم !! ماذا سيدور في عقل الطفل عندما يرى الكبار يستمتعون بذلك ويشاركونه المشاهدة لأقبح المشاهير على الإطلاق ويرى في الوقت نفسه أن هذه العينة تعيش حياتها بالطول والعرض ويفسح لها في وسائل الإعلام والإعلان وتجني أرباحاً هائلة لأن الناس تتفرج عليها !

أليست هذه الانتكاسة في الطبيعة البشرية أسوأ وأقبح وأكثر إثارة للرعب في النفوس وأكثرها مدعاة ليراجع العالم نفسه ( إن في ذلك آيات للمتوسمين ) فهل يعود العالم إلى رشده حتى لا يكون ممن قال لهم عز وجل على لسان نبيه لوط ( بل أنتم قوم مسرفون ) ( بل أنتم قوم عادون ) ( بل أنتم قوم تجهلون) نعم إنه الجهل  الذي ينافس كل العلوم والمعارف.

لقد أسرف العالم في كثير من الأمور ولكن ليس كمثل هذا الشذوذ شيئاً .

تحدث الناس كثيراً عن دروس كورونا وماذا سيستفيد الناس منها ولكني لم أجد من بين ما قيل شيئاً عن المثلية الجنسية التي اجتاحت العالم بطرق شتى وتسبب أصحابها ورعاتها بانتكاسة دينية وأخلاقية وصحية قبيحة كل القبح .

3 ردود على “أقبح ما فعله العالم”

  1. يقول ساره:

    دكتوره الفاضلة تحية طيبه وبعد مقال جميل ولفته رائعة لمراجعة الحسابات ،لكن تمنيت لو ان مقالك بين ضعف الانسان وجهله مهما بلغ من العلم ، لو انه اوضح هذي الجانب من الخضوع والاحتياج لله، لان فعلا من كان يتوقع ان فايروس عمره الافتراضي قصير جدا يوقف العالم. بس عظمة الله تفوق كل شي<< تمنيت لو اخذ مقالك هذا المنحى بدلا من التأول على الله
    فكورونا ليس بمرض جنسي وما يعجز الله ان يخلق فيهم مرض جنسي وينتشر بينهم ويحاسبون على اعمالهم، الله سبحانه وتعالى يقول "ولا تزروا وازرة وزر أخرى" كورونا انتشر حتى في بلاد مسلمة تجرم هذا الفعل، وكثير اصابهم المرض ما لهم علاقة بالشذوذ..
    ربما كورونا يخبرنا بأن حاجتنا لله تفوق كل احتياج وان علاقتنا بهتسموبنا عن كل العلاقات الدوبلوماسية الوضعية. وان العالم كله ضعيف امام القوي المتين كورونا يهمس لنا كل الابواب مقفله اطرقوا باب الكريم الرحيم.

  2. يقول ام محمد:

    الله يعطيك العافية دكتوره مقال جميل كما عهدناك دائماً. لكن عندي رد منطقي لهذه الأوضاع . اليس من الافضل نحاور مثل هذه الافكار الشاذة وأسبابها حتى نصل لقناعات مضادة تقنعهم بفحش وخطأ مايقترفون؟

  3. يقول ابو محمد:

    شكرا يادكتورة على موضوعك الجرئ. رغم انني من جيل الطيبين مثل مايقولون. وهالمصطلحات والمسميات. الحديثة. جديدة. على مسامعنا. وكنا نسميها ونسمي اصحابها ممن اببتلوا فيها باسماء. ربما غير محببة لاحد ان يسمعها او يكتى بها. ونسأل الله السلامة لنا ولابنائنا. من هذا الانفتاح ماكل شئ ممكن يقالا او يكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *