الرأي , هواجيس

البيالات الجديدة …!

في كل منزل تقريباً هناك طقمٌ جميلٌ من الأواني والمستلزمات من أباريق وترامس وبيالات وفناجيل وصياني وصحون لا تظهر إلا بوجود ضيوف مهمين ، وتكون حبيسة الأدراج ممنوع لمسها أو استخدامها ، وهي مخصصة فقط للضيوف. وأحياناً تكون ذات قيمة غالية. هكذا نحن نريد أن نظهر للضيوف بمظهر مختلف دوماً في الضيافة واللباس والهندام والإكسسوار.

ليس هذافحسب ؛ بل قد تتشكل فرق طوارئ في المنزل لغسيل السطح والحوش وغسيل النوافذ ونفض الستائر والمقاعد والكنبات. وقد يصل الموضوع لغسيل السجادة وبعض القماشيات الملحقة. ويتطور الموضوع إلى دهان حائط أو عدة حوائط ، المهم أن يكون البيت أنيقاً جداً على غير العادة.

ويقف الأبناء والبنات مذهولين لهذه التغييرات والتطلعات والتحسينات والتنظيفات. ويتسآلون: لماذا لا تكون تلك عادتنا في منزلنا فنحن من يعيش فيه طوال الوقت. فالضيوف باقون معنا لساعات ونحن لسنوات.

ونكمل الحدوتة .. وتكون هناك موائد أكل وحلويات ومقبلات ومشروبات ساخنة وباردة لم يعهدوها أبداً، ولكنها للضيوف. حتى المفطح والقرصان والجريش طعمها غير ، وشكلها غير ، وتقديمها غير. لذا تجد الأبناء مبصرين شاخصين مستغربين، ولكنها العادة كما جرت.

ونكمل المسلسل الغريب باللباس الجديد والهندام المميز والرابح الأكبر صالون الحلاقة والصالون النسائي. فهو يزيل من الوجه آثار الزمن والتعب والإرهاق ، ويصنع وجهاً يليق بتلك الوليمة. أليس للأبناء والبنات حقاً أن يستمتعوا بها طوال السنين؟!

لعلي أسهبت في الوصف لتلك الوليمة ، ولكنني كتبتها مجازاً لمن يقرأون بين السطور حالنا في مدننا وبلداتنا وقرانا حينما يزورها مسؤول كبير. نبدأ بإصلاح الشوارع لكي لا يتضرر المسؤول ، ولكن المواطن متضرر قبله. وتصلح الأشجار والإضاءة في شوارعنا ليرى المسؤول كم هي مدينتنا جميلة ، ولكن لا يحق للمواطن الاستمتاع بجمال مدينته.

المسؤول الحقيقي هو ذلك الشخص الذي لا يخشى الزيارة المفاجئة مهما كانت ؛ لأنه راعي الله سبحانه في مهامه الوظيفية ، ولم يراع رغبة المسؤول. والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *