الرأي

المدرب ليس مهماً كما تعتقد!

محمد العمري

كاتب رياضي

في عام 2017م تم تغيير 15 مدرب حتى الجولة الثالثة من الدور الثاني مقابل 11 بنهاية موسم 2015-2016م، و في موسم 2014-2015م أُلغي عقد 12 مدرب، وفي موسم  2015-2016م أحد الفرق غير 4 مدربين وإن أحصينا أكثر ستكتشف ما يزيد من صدمتك، ولكن بما أن الشيء بالشيء يُذكر فلابد من لفت النظر الى أن نادي الدرجة الأولى الإنجليزي ويست بروميتش ألبيون في صدارة دوري الشامبيونشيب مع المدرب الكرواتي سلافين بيليتش، والمدرب البرتغالي جورجي جيسوس حصل مع نادي فلامينجو البرازيلي على بطولة كوبا ليبارتادورس للأندية أبطال أمريكا الجنوبية، وكلا المدربين عملا سابقا في الدوري السعودي، مع ناديي الاتحاد والهلال.

الحياة صعبة، وغير عادلة في بعض الأحيان، خصوصاً عند كونك مدرب/مدير فني في كرة القدم، وكنت دائما أقول أنها مع وظيفة الحكم أصعب مهمتان في اللعبة، فمجرد أن واحدة أو اثنين من النتائج ليست في مصلحتك يصبح العالم بأسره يتكهن بشأن الوقت المتبقي لديك، ولكن تلك ليست المشكلة الوحيدة فنحن بالفعل لدينا مشكلة أكبر (إدارياً) مع أي مشروع متوسط المدى وليس حتى طويل المدى في كل مايخص كرة القدم.

ماذكرته آعلاه بخصوص بيليتش وجيسوس لا يعني بالضرورة أنهما سينجحان مع الاتحاد والهلال لو إستمرا ولكن المشكلة مرتبطة بالفكر الإداري الذي أحضرهما وأقالهما، فعندما تأتي بمدرب لابد أن تعرف فكره، وأسلوبه ماذا سيقدم لك عند حضوره، و إن كانت المرحلة التي يمر بها النادي تناسب وجوده من عدمه وهذا بالنسبة لي ينطبق على بيليتش، وحتى شخصية المدرب تلعب دور عند إختياره وهذا في حالة جيسوس و إن كنت أعتقد أن مدرب مثل جيسوس لا يتم التفريط فيه حتى إن تعلق بالجدران كسبايدرمان و كتب على السقف.

في الأجواء الحديثة لكرة القدم، أصبح الاستقرار الإداري أصعب من أي وقت مضى، وتغييب اللجان الفنية في الأندية السعودية بشكل كبير (رغم الدور المهم اللي تلعبه في أندية كثيرة في العالم)  أمر جداً مستغرب، فهي وإن حضرت فإنها تحضر في الحالات الطارئة (ككثير من الحالات في كرتنا)، لذلك يضع المشجعون معظم اللوم لننائج الفريق على المدرب متناسين الإدارة، التي بدورها تلوم المدرب لأنها طبعاً لن تلوم نفسها.

بُعد آخر

لكي لا أوصف بالجالد لذاته فأود أن أشير إلى أنه في عام 2018م فقد قام تقريباً نصف الأندية في البطولات الأوروبية الكبرى بتغيير مدربييهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *