الرأي

فرحتنا خضراء

مي الصقير

محللة التخطيط الإستراتيجي في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي ومديرة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية.

احتفل الشعب السعودي، إن لم يكن العالم أجمع، باليوم الوطني السعودي. مناسبة وطنية بحتة برزت فيها عدة أشياء. فإذا نظرنا إلى الصعيد العالمي، فقد تبين لنا مكانة مملكتنا و أثرها على باقي البلدان إذ تسابقت الكثير من الدول على مشاركتنا الفرحة. ليس ذلك فحسب، بل حرص الكثير من السياسيين و المؤثرين أن يرسلوا تهانيهم عبر منصاتهم الخاصة، مشاركة عالمية بحق و كأن الكرة الأرضية تزينت بحلة خضراء بهيجة غطتها من شرقها لغريها و من شمالها لجنوبها. أما على الصعيد المحلي، فقد تجلت لنا لحمة الشعب أكمل، شباب و شابات، صغار و كبار، و من مختلف المناطق.

شملت الفعاليات كل أنواع الترفيه الذي طالما حُرم منه الشعب السعودي في الماضي سواء تراثي، ثقافي، غنائي، و شعبي. استطاع الشعب أن يعبر عن حبه و يخرج للاحتفال في الشوارع و الحدائق و المتنزهات. و لعل الأجمل من هذا كله هو مشاركة بعض الشركات و المؤسسات بفعاليات مفتوحة للجميع و لم تقتصر على موظفيها فقط. لكن الذي استوقفني فعلاً هو مشاركة المرأة السعودية الفعالة في إنجاح هذا المحفل و الذي، أقل ما يمكن وصفه بواجب وطني. فكيف يكون حب الوطن دون مشاركة متكاملة من جميع أفراد المجتمع؟ فإذا نظرنا إلي الجانب السياسي، فقد رأينا أمثلة مشرفة مثلت المرأة خارجياً و داخلياً أفضل تمثيل. و إذا نظرنا للجانب الإقتصادي ، فقد رأينا مشاركات من سيدات أعمال كان هدفهن المشاركة المجتمعية الهادفة و المنتجة لترك بصمة أنثوية وطنية. أما إذا نظرنا للجانب المجتمعي، فلقد رأينا شابات ملأهن الحماس و حب الوطن و دفعتهم الرغبة في العطاء أن يقدموا ساعات طويلة من وقتهن تطوعاً لأجل الإحتفال بتآسيس هذا الوطن، الوطن الذي طالما أعطى شعبه و هيأ له سبل التعلم و التطوير.

راقبت عن قرب كل الفعاليات و كل ما كُتب في هذا اليوم، كل القصص التي شاركها المقيمون و المواطنون سواء، فكان أوضح ما تراءى لي هو أن فعاليات اليوم الوطني ليست بغرض ترفيه الشعب فحسب، بل الهدف أكبر من ذلك بكثير. الهدف هو إتاحة المجال لهذا الشعب أن يعبر عن حبه للوطن، أن يعيش هذا الحب ثم يعبر عنه. فقد اختلفت وسائل التعبير سواء بالمشاركة بالفعاليات، العمل التطوعي، التبرع بالدم، و لكن الأقوى من هذا كله كان عن طريق الذهاب للعمل في يوم كان فيه الأغلبية من الناس يستمتعون بإجازة حكومية. فهناك من آثر الذهاب للمستشفى، و هناك من سهر على سلامة الناس في الشوارع، و هناك من يحارب على الحدود دفاعاً عن الوطن و شعبه.

كانت الإحتفالات بمثابة عرس سعودي بهيج لطالما حُرِم منه الشعب عندما اختلطت المفاهيم على بعض من حاول أن يحرّم السعادة ناسياً أو متناسياً أن الأصل في الحياة السعادة ما لم يتم تجاوز حدود الشرع. و ها نحن نعيش أوج سنيننا تحت قيادة صاحب السمو الملكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده، قائد التغيير و صاحب الرؤية اللامعة الأمير محمد بن سلمان. نيابة عن كل الشعب السعودي، نقول لقيادتنا الرشيدة شكراً أن أتحتم لنا الفرصة أن نعيش الفرح، أن نعبر عن حب الوطن، و الأهم، أن أتحتم المجال أن نربي أطفالنا و أجيالنا القادمة في أجواء طبيعية حتى يستشعروا و يفهموا حب الوطن و التفاني من أجله.

رد واحد على “فرحتنا خضراء”

  1. يقول الجهني:

    الله يديم هاالابتسامه ههههها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *