سقوط عش الدبابير

المتابع لحركة تنظيم الإخوان المتأسلمين في الخليج العربي يعلم أين تقع مكامن قوته وبداية نشأته ومصادر تمويله وأمواله، لهذا كان الصوت هذه المرة مرتفعاً وصاخباً، ولم يسبق أن كان بهذا العلو، وبكامل الكوادر والأذرع والأدوات، لكن الغريب أنه هذه المرة كان ضد مذيعة لم تنطق بأكثر من كلمات معدودة واضحة المعنى والمقاصد ولا تحتمل التأويل، وإن أخطأت جدلاً فخطأها لا يستحق كل ردة الفعل التي شاهدناها واستغربناها، لكن يتلاشى كل هذا الاستغراب إذا علمنا أن من أجج الشارع الكويتي وجره لموجة تراشق مع السعوديين لإبعاد الأنظار عن قضية الخلية الإرهابية، هو نفسه من كان يشكك في بيان الداخلية الكويتية ليس حرصاً أو اهتماماً بسمعة وطنه بقدر ما كان انتفاضة إخوانية دولية مدبرة لأجل التشكيك في نجاح وزارة الداخلية الكويتية بالتنسيق مع الجهات الأمنية المصرية في الكشف عن الخلية الإخوانية الإرهابية، وتبعات كشف ارتباطاتها المحلية والإقليمية، وهو نجاح حكومي كويتي لن يستطيع هؤلاء طمسه فهذا النجاح بدأ من تسميتها بالخلية الإرهابية وهي سابقة كويتية في بياناتها الرسمية فيما يخص جماعة الإخوان، لهذا شاهدنا بعضهم يتنصلون من وطنهم ووطنيتهم، ويهاجمون قرار وزارة الداخلية الكويتية بتسليم المطلوبين بأحكام قضائية، بدلاً من شكرهم على جهودهم في حفظ أمن الكويت من خلايا وشبكات إخونجية تمول الإرهاب وتخفي عناصره المطلوبة قضائياً بتهم الإرهاب، ومن أن تكون لهم ردة فعل وطنية تجاه القنوات والحسابات الإخوانية المعروفة والمنظمات الدولية المخترقة والممولة من الحكومة القطرية والتي تهجمت وتطاولت وشككت في السيادة واستقلالية القرار، بل إنها ذهبت لأبعد من هذا الأمر بتجاوزاتها، وهو ما دلل بوضوح على أن كل ما حدث من ضجيج مفتعل ضد “المذيعة والقناة الخاصة” مجرد فزعة حزبية الهوى لها مآربها المختلفة، ولا تمت لحقيقة موقف شرفاء الكويت، وما أكثرهم ممن تصدوا لهذه الحملة المشبوهة توقيتاً وموضوعاً، مما يؤكد أن ما حدث يراد منه إخفاء وقائع واعترافات قد تكشف لنا المزيد من الخفايا التي يتمتع بها تنظيم الإخوان الدولي على أرض الخليج العربي بمباركة شخصيات سياسية قطرية وأخرى إخونجية خليجية نافذة، سهلت حركة أفراد هذا التنظيم الإرهابي في المنطقة، ووفرت له الغطاء المالي والقنوات المالية التي يتم من خلالها تغذية مجاميع التنظيم الإرهابي في عدة دول مستغلين أراضي الغير في أعمال تمويل خلاياهم الإرهابية وهو ما يخالف كل المواثيق الدولية، لكن ما يسعد في حقيقة الأمر رغم مرارة ما حدث أن الشعبين السعودي والكويتي سرعان ما تداركا الأمر، وأن ما حدث كان مجرد وقيعة خبيثة لعزل الكويت عن محيطها وعمقها التاريخي، وهو ما يفشل فيه هذا التنظيم الإرهابي ومن يقف خلفه دائماً وأبداً لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ليعود الشعبان لطرح نفس السؤال “منو الكفيل” فالقضية قضية أمن كل دول الخليج العربي.

إبراهيم السليمان

نقلاً عن جريدة (الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *