قطر واللعب على الحبلين

لا تكاد تشتعل شرارة صغيرة في أي بقعة من بقاع الأرض إلا وستجد ثعابين النظام القطري تقف خلفها حاضرة بكامل شرورها وسمومها وعتادها الإعلامي ومرتزقتها وأموالها المشبوهة لتأجيجها والتفنن في إشعالها بنار الانقسام والخلاف والاقتتال والتفكك والتشرذم لإشباع غريزتهم الدموية، فنجدهم يصنعون الميليشيات المختلفة والمتضادة فكريًا وعقائديًا ويعملون على تغذيتها بالسلاح والمال لضرب بعضها بالبعض لتكون مجتمعة ذراعهم التي تنشر الإرهاب والدمار والهلاك والموت من بعيد، فهذا التنظيم الصبياني ما زال يمارس تخبطاته باللعب على المتناقضات والتدليس والتضليل من خلال التصريحات.

وما معارضته الأخيرة لضم الحرس الثوري الإيراني الإرهابي الذي نكل بالسوريين والعراقيين وعبث بأمن اليمنيين واللبنانيين واشتهر بالاغتيالات والتفجيرات في كل الميادين لقائمة الإرهاب الأميركية، إلا تأكيد على أننا أمام نظام متناقض مسلوب الإرادة والإنسانية ولا يمكن الوثوق بتصرفاته إن لم يكن هناك تغيير حقيقي ينتشل قطر من غرقها وعزلتها، فمن لم يمتلك ما يكفي من الشجاعة السياسية لإعلان موقفه منفردًا وهرول لإعلان موقفه المخزي من حمى المحتل ومن منصة سيده المختل، لا يعتد باستقلالية قراره، فهذا التنظيم قد بلغ من التخبط والتيه ما بلغ وأضاع بوصلته فأصبح يدور في حلقة مفرغة جرته للوقوع في شباك عالم الجريمة المنظمة والشبهات والفساد، وهو ما أخرجه من مفهوم الدولة المدنية ليصبح «حي أبو رغال» للجريمة المنظمة، حيث تنطلق منه العصابات لتعيث في الأرض فساداً وإرهاباً وتدميراً وعبثا، مما يضعنا أمام تساؤل مشروع عن كيفية الوثوق بمن غذى تلك المنظمات والميليشيات الإرهابية ودافع عنها وتبناها واستضافها على أراضيه وفتح لها قصره وفنادقه وقواعده لتدمير وإسقاط الدول العربية وتمرير أجندات وأطماع إقليمية بالمنطقة.

لقد تأكد لنا يقيناً أن هذا التنظيم قد ابتعد عن محيطه العربي وارتمى بكامل ثقله في أحضان نظام الملالي الإرهابي ودول محور الشيطان، حيث اختار أن يكون لهم «البنك الدولي لدعم الإرهاب»، وهو ما يتطلب من الإدارة الأميركية إعادة الأمور إلى نصابها والتعامل بحزم مع هذا التنظيم العابث، فالمرحلة الحالية لا تحتمل الوثوق بمن يلعب على الحبلين، ولا بمن يحمل وجهين، خاصة أن لنا كسعوديين تجارب سابقة مع هذا التنظيم الغادر عندما تنصل من كل مواثيقه وعهوده، وخيانته للتحالف في اليمن وتسببه باستشهاد جنوده، ليطرد بعدها ذليلاً بخزيه وعاره من أرض المعركة لسواد أفعاله، لهذا كثير منا ينتظر إجابة أميركية أكثر وضوحًا ومواقف أكثر صرامة مما هي عليه اليوم، فكيف لمثل هذا التنظيم المتناقض أن يكون شريكًا في خلق توازنات المنطقة ومكافحة الإرهاب وهو الداعم الأول لنظام ملالي طهران وحرسها الثوري الإرهابي.

إبراهيم السليمان

نقلاً عن (الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *