في زاوية الوجع… يولد الفرج
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أحياناً يجيء الحزن بلا موعد ، يتسلل إلى الروح بهدوءٍ مريب ، ويقيم في صدورنا كضيفٍ ثقيل لا يعرف طريق الرحيل . تتعب النفس من كثرة ما تحتمل ، وتتراكم الأثقال حتى نشعر وكأن القلب يضيق بأنفاسه ، وكأن شيئاً ما في الداخل ينكسر دون صوت . كم مرة ارتدينا ملامح الطمأنينة ، بينما أرواحنا تخوض معركة صامتة؟
ورغم كل ذلك ، يبقى في أعماقنا ركنٌ لم تطله الهزيمة ، مساحة صغيرة تتشبث بالضوء ، وترفض الاستسلام مهما ازدحمت العتمة . هناك يسكن الأمل .
تلك الومضة الخجولة التي قد تخفت ، لكنها لا تنطفئ، تهمس لنا بأن النهوض ممكن ، وأن لأنفسنا حقاً لا ينبغي التفريط فيه هو حق الفرح.
الفرح ليس صخباً ولا ضحكةً عالية ، بل قد يكون سكينةً عابرة نشعر فيها بقرب الله ، أو لحظة تصالح مع الذات ، أو يداً حانية تمسح عن القلب تعب الطريق . نحن لا نطلب الكثير ، فقط استراحة مقاتل نلتقط فيها أنفاسنا ، ونمنح أرواحنا فرصة للهدوء ، ونفتح نافذة صغيرة يدخل منها الأمل دون استئذان .
حين تلوّح لنا فكرة الاستسلام ، علينا أن نتذكر أن هناك من يحبّنا أكثر مما نعتقد ، من ينتظر عودتنا ، من يؤمن بقوتنا حين نشكّ فيها . فالعزلة داخل الحزن لا تحمينا ، بل تُثقِل وحدتنا، وتضاعف وجعاً كان يمكن احتماله.
امنح نفسك لحظة صدق ، وقل لها بلطف : يكفي . دعها تقترب من الفرح ، ولو خطوة واحدة . سامحها على ارتباكها وخوفها وضعفها ، فكل ما نمر به زائل ، مهما طال الطريق . والعسر ، مهما اشتد ، يحمل في طياته بذرة يسر تنتظر وقتها .
في النهاية ، القلب لا يهزمه الحزن ، لكنه ينهار حين يفقد الأمل . لذا تمسّك بتلك الومضة التي ما زالت تتقد داخلك ، فهي وعد الله الخفي بأن الغد سيكون أخفّ ، وأن الفرج أقرب مما تظن … فقط لا تُطفئ آخر شمعة في قلبك.
ولكم تحياتي

اخ محمد
هذا كان حالي صباح اليوم ،