من حارة بن دايل للبوليفارد 2/3
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لم أكن أتوقّع أن تستمر علاقتي بالرياض بعد تخرّجي ، لكنها الأقدار الجميلة . كنت مولعاً بالتعليق على مباريات كرة القدم ، وفي سنوات دراستي هناك كنت أحاول أن أصبح معلّقاً رياضياً .
سبع سنوات من المحاولات لم تُثمر ، إذ إن لجنة المعلّقين آنذاك كانت لها وجهة نظر خاصة حول اعتمادي كمعلق . حتى جاءت اللحظة التي أشرتُ إليها في أكثر من مقابلة ، عندما أمر سموّ الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ باعتمادي فوراً . عندها بدأت علاقتي بالرياض في مرحلتها الثانية ، فالمباريات المهمّة والقوية كانت تُقام في الرياض وجدة ، حيث الأندية التي كان يُطلق عليها الأربعة الكبار .
بدأت الرياض تتغيّر بالنسبة لي .. لم تعد تلك المدينة المغلقة ، ذات الطرق الضيقة ومحالّ التسوّق التقليدية في شوارعها الشهيرة آنذاك . فالنمو العمراني كان يتسارع بشكل لافت: عملٌ لا يهدأ ، وطرقٌ جديدة ، وتطوّر في البنية التحتية ، ومراكز تسوّق حديثة ، وأبراج سكنية ، وأنفاق وكباري ، ومدن صناعية . تضاعف عدد السكان ، وازداد عدد الكليات الجامعية . لقد أصبحت الرياض عاصمة لا تهدأ ولا تنام . وكانت الفوارق بين المرحلة التي عشتها خلال الدراسة الجامعية ـ والتي أشرتُ إليها في مقال الأمس ـ وبين هذه المرحلة، كبيرة جداً.
استمرت زياراتي للرياض بعد اعتمادي كمعلّق، لكنها كانت زيارات قصيرة لا تتعدّى يومين في الغالب : – تعليق ثم عودة- . باستثناء البطولات المجمّعة التي كانت تستضيفها العاصمة .
توقفت الزيارات بشكل شبه كامل بعد اعتزالي التعليق قبل عشرين سنة . غبتُ عنها وغابت عني طيلة عقدين ، ثم عدت لزيارتها قبل أسبوع ، لأجد حالها غير الحال الذي تركتها عليه.
غداً أكمل ، ولكم تحياتي.
