البطاقة الذهبية.. حفظ لتاريخ النجوم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بعد مقالي عن ضياع تاريخ بعض أنديتنا عند بواباتها ، تلقيت ردوداً واسعة ، وظنّ بعضهم أني قصدت الاتفاق وحده على خلفية ما حدث للكابتن الكبير صالح خليفة . شعرت بذلك من خلال عشرات التعليقات والرسائل التي وصلتني من القراء . إضافة لذلك تواصل معي مشكورَين أ حمد المطوع الرئيس التنفيذي للنادي والعضو الذهبي أ عبدالرحمن البنعلي ، أوضحت لهما كما أوضحت لكافة القراء ، أن القضية أوسع من نادٍ بعينه ، إنها قضية تخص ذاكرة رياضتنا كلها وكيف نُحسن رد الجميل لنجوم صنعوا الفرح والألقاب .
فكرة “البطاقة الذهبية” التي أدعو إليها ليست مجاملة عاطفية ، بل إطار مؤسسي يضمن أن يجد الرمز مكانه الطبيعي داخل ناديه وفي مدرجاته ومرافقه . بطاقة لا تُمنح بالهوى ، بل لاسمٍ أثبت حضوره عبر مواسم طويلة دافع فيها عن الشعار ، وخاض مئات الدقائق الرسمية في ملاعب الوطن ، وترك بصمته في البطولات المحلية حين صنع أهدافاً حاسمة أو قاد غرفة الملابس بروح القائد ، كما شهدت له المدرجات بانضباط السلوك واحترام الجمهور ، وامتد أثره بعد الاعتزال في خدمة المجتمع وتعزيز قيم ناديه بين الناشئة . والأهم أن تُثمّن البطاقة ما قدّمه اللاعب لمنتخبات المملكة ، فالقميص الأخضر سجلٌ آخر للشرف ، ومن شارك مع المنتخب في الاستحقاقات القارية والعالمية ، وأسهم في لحظاتنا الوطنية الكبرى ، يستحق أن يُقرأ تاريخه في سجلّ النادي بحروف مضيئة . هذه بطاقة تُقاس بمعيار الفكرة لا بمقاس الجيب ، مقدار العطاء ، طول المسيرة ، ثقل المشاركة في البطولات الوطنية ، وبهاء السيرة داخل الملعب وخارجه .
حادثة نجمنا الكبير صالح خليفة ، ليست سوى ناقوسٍ أيقظ فينا السؤال القديم : كيف نصون ذاكرة الرياضة من تقلب الإدارات وتغيّر المزاج ؟ والجواب الدقيق هو أن نُحوّل الوفاء إلى نظام ، والامتنان إلى إجراء . عندها فقط سنرى أنديتنا تُكرّم رموزها بما يليق ، ويكبر لاعبو اليوم على معنى الانتماء ، وتبقى الأبواب مفتوحة لمن صنعوا أمجادها أول مرة .
ما ذكرته حول معايير البطاقة الذهبية ، لا ينقص من حق كل نادٍ في وضع معايير تراها مناسبة لها .
ولكم تحياتي
