لماذا !؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لماذا لا نفعل الصواب ونحن قادرون؟
لماذا ننتظر أن نفقد المنصب ، أو الصحة ، أو الفرصة ، حتى ندرك ما كان يجب أن يكون منذ زمن؟
كم من مسؤول جلس على كرسيه سنواتٍ ، يملك القرار والقدرة ، ومع ذلك لم يترك أثراً طيباً يذكره الناس به !
يظن أن النفوذ باقٍ، وأن التملق يغني عن الإخلاص ، حتى إذا غادر مكتبه اكتشف أن الأبواب التي كانت تُفتح له لم تكن احتراماً ، بل مصلحة مؤقتة . فيرحل ، ولا يبقى منه سوى ذكرى باهتة وملف منسي .
ولماذا …
لا نُحسن تدبير أمورنا ونحن في عز العطاء؟
الشاب الذي يبدأ عمله بحماس ، ينسى أن المستقبل لا يرحم من لا يدّخر له . يصرف بلا وعي ، وكأن الدخل دائم والظروف لا تتغير ، حتى إذا تقدم به العمر ، لام الزمان ، ونسي أنه هو من ترك الباب مفتوحاً للضيق .
ولماذا ….
لا نُحسن إلى من حولنا قبل فوات الأوان؟
الزوج الذي ينسى أن زوجته تنتظر كلمة حنان ، والأب الذي يعتقد أن دوره يقتصر على الإنفاق ، والابن الذي لا يسأل عن أمه إلا في المناسبات … كلهم يكتشفون متأخرين أن المحبة لا تُشترى ، وأن الندم لا يُجبر كسر القلب .
ولماذا …
يصعب علينا الاعتذار؟
كلمة “آسف” لا تُنقص من الكرامة ، بل ترفعها . تُعيد المودة ، وتغسل ما علق من غبار الجفاء .
“لماذا؟” …. ليست مجرد أداة استفهام ، بل مرآة نرى فيها أنفسنا كما هي .
فمن أجاب عنها بصدق ، غيّر واقعه قبل أن يغيّره الزمن .
أمامكم ” ألف ” لماذا .. فلماذا إذن لا تسألون أنفسكم في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان !! .
لكم تحياتي
