السياحة العلاجية في الشرقية ٢/٢

محمد البكر

تُعد المنطقة الشرقية واحدة من أكثر مناطق المملكة العربية السعودية جاهزية لاحتضان السياحة العلاجية وتحويلها إلى قطاع مزدهر. فالموقع الجغرافي القريب من دول الخليج ، والبنية الصحية المتقدمة ، إلى جانب المقومات السياحية والطبيعية ، تجعل منها وجهة متكاملة قادرة على الجمع بين العلاج والاستجمام .

وعند النظر إلى القطاع الصحي في الشرقية ، نجد صورة واضحة الدلالة ، إذ تضم المنطقة 33 مستشفى للقطاع الخاص ، مجهزة بما يزيد عن 13704 سريراً ، ويعمل بها 19285 طبيباً وطبيبة ، 33052 ممرض وممرضة . وهي أرقام بلا شك ، تعكس قوة الكادر الطبي وتنوعه ، وتمنح الزائر ثقة بوجود رعاية صحية متقدمة تضاهي كبريات المدن العالمية . هذه المعطيات تمثل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتطوير منظومة متكاملة للسياحة العلاجية في الشرقية .
ولا تقف المقومات عند الجانب الطبي فحسب ، بل تتعزز بما تملكه المنطقة من سواحل ممتدة على الخليج العربي يمكن أن تحتضن منتجعات صحية وعلاجية ، إضافة إلى كورنيشات وحدائق وأسواق حديثة توفر للمريض ومرافقيه تجربة متوازنة تجمع بين العلاج والترفيه . وبهذا تتحول الرحلة العلاجية من مجرد علاج إلى تجربة إنسانية شاملة .
كل ذلك يتكامل مع توجه المملكة في رؤية 2030، التي تضع تنويع الاقتصاد هدفاً استراتيجياً ، وتفتح المجال أمام أنماط جديدة من السياحة ، ومنها السياحة العلاجية . فالمنطقة الشرقية بما تملكه من بنية تحتية وأرقام واقعية تمثل فرصة واعدة للاستثمار، سواء من خلال إنشاء منتجعات علاجية متقدمة أو عبر المستشفيات المتخصصة والتي منها على سبيل المثال مستشفى الموسى للتأهيل ، والمتخصص في حالات تأهيل المصابين الرياضيين ، التأهيل العصبي لمرضى إصابات الدماغ ، تأهيل العمود الفقري ، وتحسين المهارات الحركية المعقدة ناهيك عن وجود أساتذة سعوديين في مختلف التخصصات الطبية . وقس على ذلك التخصصات الخطيرة كأمراض الأورام والقلب ، وغيرها من الأمراض الخطيرة .

المردود الاقتصادي المباشر، لا يقتصر على تعزيز دخل المستشفيات والمراكز الطبية ، بل يمتد ليشمل تنشيط قطاع الضيافة والفنادق ، وزيادة الإنفاق على النقل والتسوق والخدمات الترفيهية . وهذا يعني أن نجاح السياحة العلاجية في الشرقية لن يكون مجرد إنجاز صحي ، بل رافداً حقيقياً للاقتصاد المحلي وفرص العمل ، يعزز مكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات