لأول مرة .. منع صلاة الجمعة في مدينة حلب خوفاً من قصف نظام الأسد والطيران الروسي

الرياض - متابعة عناوين

عُلقت صلاة الجمعة اليوم 29 إبريل 2016، في مساجد حلب، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ دخول الإسلام المدينة قبل نحو 1400 سنة؛ للحفاظ على أرواح المسلمين من قصف القوات الروسية وقوات النظام السوري للمدينة.

وأفاد شهود عيان من أبناء سوريا ، بحسب “هافنجتون بوست” ، عدم إقامة الصلاة في المدينة لأول مرة، استجابة لدعوة المجلس الشرعي في محافظة حلب حيث دعا المواطنين لتجنب المساجد حفاظاً على أرواحهم.

وكان “المجلس الشرعي في محافظة حلب” قد أوصى في بيان له الخميس 28 إبريل 2016، بتعليق صلاة الجمعة، وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها حفاظاً على أرواح المصلين، وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية.

وقال البيان “نظراً للحملة الدموية التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب متمثلة بقصف النظام السوري والروسي للتجمعات المدنية والأسواق والمشافي والمساجد والمدارس، بكافة الأسلحة والأوقات وبتأييد وإغراء غربي تام، ونظراً لخطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد يطالب المجلس الشرعي القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها”.

وكثفت الطائرات الروسية وطائرات النظام الحربية من وتيرة استهدافها لأحياء حلب، خلال اليومين الماضين، والتي خلفت نحو 100 قتيل بينهم أطفال ونساء، ومئات الجرحى. ووفق بيان مشترك لمجموعة من “الهيئات الشرعية” في حلب، فإن هذه هي المرة الأولى بتاريخ حلب التي تلغى فيها صلاة الجمعة.

الجميع يستخف بحياة المدنيين

إلى ذلك ندد المفوض الأعلى في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، الجمعة، “باستخفاف جميع الأطراف بحياة المدنيين” في سوريا، محذراً من انهيار الهدنة.

وصرح زيد بن رعد الحسين في بيان، أن “العنف يتصاعد بسرعة مهولة إلى مستويات شهدناها قبل الهدنة”.وندد بمقتل مدنيين في الأيام الأخيرة في حلب وحمص ودمشق وريفها وأدلب ودير الزور. كما لفت إلى أن جميع ظواهر العنف تشكل “إثباتاً جلياً على استخفاف يثير القلق إزاء إحدى ركائز القانون الإنساني الدولي، أي واجب حماية المدنيين”.

ودعا المفوض الأعلى، على غرار رئيس مجموعة العمل للمساعدة الإنسانية يان إيغيلاند الخميس، الأطراف إلى وقف العنف، وتجنب العودة إلى الحرب الشاملة.

قال إن “وقف الأعمال العدائية ومفاوضات السلام بين السوريين في جنيف هما الخياران الوحيدان المتاحان، وفي حال تم التخلي عنهما، فلا يسعني أن أتخيل الفظائع الإضافية التي قد تواجهها سوريا”. وندد المفوض الأعلى كذلك بالفشل “المستمر” و”المخزي” لمجلس الأمن في رفع ملف الوضع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أن الدول النافذة أصبحت “متواطئة” في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.

طريقة أوباما تسببت في مقتل الآلاف

ويرى خبراء بحسب وكالة الأناضول أن الأزمة السورية وتحولها لمأساة إنسانية، وظهور تنظيم داعش، هو نتيجة خطأ مباشر نابع من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيال الشرق الأوسط من جديد.

وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط في جامعة دنفر البروفسور “نادر هاشمي”، أنَّ طريقة تعاطي إدارة الرئيس أوباما مع الأزمة السورية كانت من أهم الأسباب التي أدت لمقتل مئات الآلاف في سوريا.

وشبه هاشمي سياسة أوباما حيال سوريا بسياسة سلفه من الحزب الديمقراطي بيل كلينتون، قبل 20 عاما، تجاه البوسنة والهرسك، قائلاً :”إن المبررات التي ساقتها إدارة كلينتون في السنوات الثلاث الأولى من الحرب في جنوب شرق أوروبا، ومع حدوث تطهير عرقي، تشبه مبررات الرئيس أوباما تجاه الأزمة السورية، وهي من قبيل أنَّ – حل هذه الأزمة لا يمكن أن تكون بواسطة قوة خارجية – و – ليس لأمريكا أي مصلحة في التدخل العسكري – “.

ومن جانب آخر أكد الخبير السياسي في معهد الشرق الأوسط (مركزه واشنطن) مرهف جويجاتي، إلى وجود فشل واضح في سياسة أوباما تجاه الملف السوري، قائلاً “إن سياسة أوباما في حل الأزمة السورية، إن كان هنالك في الأصل سياسة في هذا الاتجاه، فهي فاشلة”.

وأردف جويجاتي “كان بإمكان واشنطن الإطاحة بنظام الأسد، قبل أن يعلن أوباما أن الأسلحة الكيميائية خط أحمر، وقبل استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام عام 2013”.

وأوضح جويجاتي “إنَّ الإطاحة بنظام الأسد حينها كان لا يستوجب تدخلا عسكريا أمريكيا، بل دعما لفصائل المعارضة السورية بالسلاح، وحينها لم يكن ثمة وجود لجبهة النصرة ولا داعش، ولم يكن هناك تدخل روسي وإيراني بالمعنى العسكري، كما أنَّ حزب الله لم يكن موجودا حينها على الأراضي السورية”.

الفضاء الالكتروني ينتفض

وعلى مدار اليومين السابقين ونتيجة للقصف المتواصل على المدينة السورية الذي خلّف عشرات القتلى، تضامن رواد الشبكات الاجتماعية، مع حلب من خلال إطلاق عدد من الهاشتاغات، مثل: #حلب_تحترق، و#حلب_تباد، وغيرهما، وقد حققت هذه الوسوم مراكز متقدمة على توتير في عدد من البلدان العربية.

كما عبّر رواد الشبكات الاجتماعية عن استياهم مما يحدث في حلب، من خلال تغيير الصور الشخصية الخاصة بهم على حسابات فيسبوك وتويتر، ووضع صورة ملونة باللون الأحمر كناية عن الدم الذي أريق في حلب.

كما انتشرت مئات الصور وعشرات المقاطع المصورة، لما يحدث في المدينة التي كشفت عن مناظر مروّعة لمنازل مهدمة وصور دماء في الشوارع وجثث تحت الأنقاض جراء القصف. وتعيش سوريا منذ 5 سنوات حرباً أهلية خلقت حتى الآن نحو ربع مليون قتيل وأكثر من 3 ملايين مُصاب، وتهجير نصف الشعب السوري في الداخل والخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *