مقال تاريخي : حرب فالنتاين !!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هذا مقال كتبته قبل 12 سنة في صحيفة الاقتصادية، ويبدو أنه لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت سوى بعض الأسماء والتصريحات التي تتأهب لحروب الحب كل سنة .. وأنا أعيد نشره هنا مختصرا لأؤكد فقط على أن الليلة تشبه البارحة.. ولا تنسوا وأنتم تقرؤونه أنكم تقرؤون مقالا تاريخيا :
«ها قد وضعت حرب فالنتاين المحلية أوزارها وعاد الورد الأحمـــر كما أتصور يباع عيني عينك ؟؟ بالنسبة لي شخصيا كنت اذا سمعت عن هذا الـ ( فالنتاين) حسبته نوعا من طعام الأثرياء الذي يغيظون به الفقراء والبسطاء من أمثالي، مثل الكافيار والتشيزكيك المغموس في لبن العصفور، إلى أن اشتدت الحرب هذه السنة فزادت ثقافتي عن فالنتاين من غير قصد، كما لم يقصد كثير من الناس لأننا مشغولون أصلا بهمومنا ومعيشتنا والبحث عما يستر أطفالنا تعليميا وتربويا.
لم يكن كثير من الناس معنيين بهذا العيد السنوي، لولا أن نبهتنا وزارة التجـــارة وهيئـــات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (والرئـــــاسة العامة لتعليم البنات).. والأخيرة بالذات كان لها موقف يقترب من حد المفارقة ويكاد ينافي المنطق. فالرئاسة أصدرت تعميما مشددا يجعل يوم الأربعاء يوما لمطاردة أي شيء أحمر!! في مدارسها وكلياتها، حتى لو كان هذا الأحمر ((بكله)) أو حذاء أو فستان بنت أو امرأه فقيـــــرة لا تجد من حطام الدنيا سوى ما خرجت به من السوق وكان لونه بالمصادفة أحمــر،
واذا كانت حربنا ضد اللون فقط فمن يضمن ان يخرج غدا صيني يقول: إن اللون الأبيض في العهدة التاريخية الصينية ( وهو لون ثيابنا غالبا ) هو لون الحـــب .. ومن يمنع أفريقيا يعتز بلون بشرته أن يجير الحب لصالح اللون الاسود؟ وربما خرج فنان (مسطول) فأعلن أن لون الحب هو مزيج من الألوان وليس لونا واحدا، لا أحمر، ولا أبيض، ولا أسود ؟؟ ماذا سنفعل في هذه الحالة ؟؟ هل سنقدر على ركوب موجة المصادرات والتعاميم ونصادر كل الالوان؟ ماذا نلبس في هذه الحالة .. هل نمشي عرايا ؟ أرأيتم إلى ماذا وصل التعســف.؟».
محمد العصيمي
نقلا عن “اليوم”