بعثة تحالف التعاون الإسلامي تختتم مهمتها الميدانية في بانجي وتشاد والكاميرون
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
جدة ـ متابعة عناوين :
اختتمت بعثة تحالف التعاون الإسلامي الإنساني , مهمتها الميدانية في بانجي وتشاد والكاميرون.
وبحسب البيان الصادر من منظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة , أن البعثة قد وصلت مساء الثلاثاء الماضى إلى مخيمات اللاجئين المسلمين الفارين من آلة القتل البشرية بعد مسيرة امتدت إلى نحو ألف كيلو متر عبر الأدغال والغابات والطرق الوعرة وصولا إلى المناطق الشمالية للكاميرون والمتاخمة للحدود الجنوبية لجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأضاف البيان , أن اللاجئين المسلمين قطعوا عشرات وبعضهم مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى أقرب مخيم من المخيمات العشر الرئيسة التي خصصت للاجئين على الحدود بين الكاميرون وأفريقيا الوسطى والتي يمتد طولها إلى نحو ألف كيلو متر. وان اللاجئ أبو بكر عمر القادم من منطقة ارسيا بالقرب من عاصمة أفريقيا الوسطى بانجي, قرر الرحيل بعد أن اشتد الصراع هناك وأصبح الخطر يحيط بحياته وأسرته من كل مكان.
وقال اللاجىء أبو بكر عمر الذي ترك عمله في الزراعة , إنه وأسرته مشوا على أقدامهم في الغابات قراب الشهر ونصف الشهر حتى وصلوا إلى أحد مخيمات اللاجئين في الكاميرون , أما عبد الله فقد قدم منطقة بامباري القريبة من بانجي أيضا واستمر سيرا على الأقدام داخل الغابات نحو ثلاثة شهور.
وأشار البيان إلى أن المسلمين اللاجئين في مخيمات الإيواء بالكاميرون , يعانون من نقص في الطعام ومياه الشرب والدواء , كذلك النقص في خيام الإيواء , حيث تؤكد اللاجئة فاطمة التي قدمت قبل نحو 23 يوما من منطقة باورو في أفريقيا الوسطى, أنهم لم يأكلوا وجبة رئيسة منذ نحو أسبوعين.
وأضاف البيان أن أكثر ما يؤرق اللاجئين المسلمين في الكاميرون الثعابين والأمراض التي تفتك بحياة أطفالهم , حيث تشير بيشنس باتوري المسؤولة عن مخيم ميليه والذى يضم (3091 لاجئا) إلى أن المعاناة المستمرة تتمثل في نقص كميات الطعام في ظل قدوم المزيد
من اللاجئين, إضافة إلى أن هناك أيضا نقصا في مياه الشرب وخيام الإيواء والدواء.
وتؤكد باتوري , المخاوف من انتشار الثعابين السامة في هذه الفترة التي تشهد موسما لهطول الأمطار بغزارة, الأمر الذي يخرج الثعابين من جحورها, كما تشير إلى انتشار البعوض الذي يسبب الأمراض , ويوجد في الكاميرون وحدها نحو 150 ألف لاجئ تم إيواؤهم
في نحو عشر مخيمات رئيسة.
وكانت بعثة تحالف منظمة التعاون الإسلامي الإنساني , قد أجرت مشاورات مع المسؤولين في الدول المعنية بالأزمة لبحث سبل تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من النازحين واللاجئين , كما قامت البعثة بجولات ميدانية على مخيمات النازحين واللاجئين في الدول المعنية, وذلك في فترة امتدت إلى أسبوع.
ومن المقرر أن تعمل منظمة التعاون الإسلامي على حشد المزيد من المنظمات الإنسانية لتنضم إلى التحالف, إضافة إلى إعداد البرنامج المتكامل للتدخل الإنساني وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الأزمة في أفريقيا الوسطى.
وتأتي المهمة الإنسانية التي نفذتها منظمة التعاون الإسلامي تنفيذا لقرار الاجتماع الوزاري الطارئ للجنة التنفيذية الذي عقد في العشرين من فبراير 2014 في مقر الأمانة العامة في جدة, والخاص بإرسال الوفد رفيع المستوى إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتقييم الوضع الخطير السائد على أرض الواقع ولإظهار التضامن مع المجتمع المسلم الذي لا يزال يقع ضحية للعنف ولانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة.
يشار إلى أن الاجتماع المذكور قرر أيضا تعيين مبعوث خاص للمنظمة إلى جمهورية افريقيا الوسطى وقد قام الأمين العام اياد مدنى بعدها مباشرة بتعيين وزير خارجية السنغال السابق شيخ تيجان غاديو مبعوثا خاصا والذي بدوره أجرى عدة زيارات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى والدول المجاورة لتهيئة الأجواء لزيارة الوفد.
وكان وفد وزاري رفيع المستوى من منظمة التعاون الإسلامي قد قام نهاية إبريل الماضى , بزيارة تضامن وتقييم إلى جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزقها الصراع والتي تتمتع بصفة مراقب لدى منظمة التعاون الإسلامي , وترأس الوفد الذي ضم العديد من الوزراء من الدول الأعضاء والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي , لونسيني فال رئيس مجلس وزراء الخارجية ووزير خارجية غينيا , كما زار الوفد الوزاري جمهوريتي الكونغو
وتشاد.
يذكر أن الأحداث الدامية التي تشهدها جمهورية أفريقيا الوسطى , تسببت في تشريد أكثر من مليون مسلم , كما تم تطهير العاصمة بانجي من المسلمين الذين لم يتبق منهم سوى آلاف معدودة, وذلك بعد عمليات القتل الكبيرة التي تعرضوا لها ونهب ممتلكاتهم.