الاتفاق النووي : فرحة فى إيران .. صدمة فى إسرائيل

فيينا – وكالات:

أبرمت إيران والدول الست الكبرى رسمياً الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، اليوم الثلاثاء، في فيينا، على ما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قرابة الظهر على موقع “تويتر”.

وأعلنت موغيريني في تغريدة “لدينا الاتفاق” مشيرة إلى “انتهاء” المفاوضات التي استمرت 21 شهراً. وقال دبلوماسي إيراني إن بلاده والقوى الكبرى توصلوا لاتفاق نووي، فيما ينتظر أن يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً وزارياً بشأن المحادثات النووية يعقبه مؤتمر صحافي.

وقال مراسل “العربية” في فيينا إن المفتشين الدوليين سيتمكنون من الدخول إلى جميع المواقع النووية المشتبه بها، ولن تكون هناك زيارات مفاجئة، ولن يلتقي المفتشون مع العلماء النوويين الإيرانيين. وقال مراسل “العربية” إن مجلس الأمن سيصدر قرارا منتصف الشهر تماشيا مع الاتفاق النووي في فيينا.
وأفاد مراسل “العربية” نقلا عن دبلوماسي أوروبي، تأكيده أن حظر الأسلحة على إيران سيبقى قائماً لخمس سنوات، وعلى الصواريخ ثماني سنوات.

وأعلن مسؤول إيراني أن بلاده وافقت في إطار الاتفاق مع الدول الكبرى على السماح بزيارات محدودة لمواقع عسكرية في إطار البروتوكول الإضافي الذي يتيح مراقبة معززة للبرنامج النووي الإيراني.

وتابع المسؤول: “مواقعنا العسكرية ليست مفتوحة أمام الزوار لأن كل دولة لها الحق في حماية أسرارها وإيران ليست استثناء. إلا أن إيران ستطبق البروتوكول الإضافي (لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية) وستسمح بناء على ذلك بزيارات محددة” لبعض المواقع العسكرية التي يحددها نص البروتوكول.
إجراء أنشطة بحث وتطوير خاصة باليورانيوم لـ10 سنوات.

وأظهر نص الاتفاق، نقلاً عن موقع وزارة الخارجية الروسية أنه سيكون بوسع إيران إجراء أعمال بحث وتطوير تتعلق باليورانيوم لاستخدامه في أجهزة طرد مركزي متطورة خلال أول عشر سنوات من الاتفاق النووي بين الطرفين.

وجاء في نص الاتفاق المنشور: “ستواصل إيران أعمال البحث والتطوير الخاصة بالتخصيب على نحو لا يتيح تراكم يورانيوم مخصب”.

وأعلن دبلوماسي فرنسي أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيتيح رفع العقوبات المفروضة على طهران تدريجياً اعتباراً من مطلع 2016 لكنه ينص على إعادة فرضها في حال إخلال الجمهورية الإسلامية بالتزاماتها.

ولن يكون بالإمكان رفع العقوبات الأولى إلا بعد اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرر في أواسط ديسمبر من أجل تقييم التزام ايران، بحسب المصدر نفسه.
نتنياهو: الاتفاق سيئ.

وفي أولى ردود الفعل، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاتفاق بقوله “الاتفاق النووي الإيراني خطأ سيئ وله أبعاد تاريخية”.

ومن جهتها، اتهمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي اليوم الثلاثاء القوى الغربية بالاستسلام لإيران بعد أن قال دبلوماسيون في فيينا إن القوى الست توصلت لاتفاق مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي.

وأضافت على تويتر في أول رد فعل من مسؤول إسرائيلي كبير على الاتفاق “هذا الاتفاق استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران… ستعمل إسرائيل بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق.”

واعتبر بنيامين نتانياهو الاتفاق “خطأ تاريخيا”. وقال نتنياهو في بداية اجتماعه مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز، “تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض أن تمنع إيران فيها من امتلاك قدرة على التزود بأسلحة نووية”.

وقد يكون نتنياهو الخاسر الأكبر من الاتفاق، كما أنه لم يتبق له غير معركة خاسرة على الأغلب داخل الكونغرس لإقناع 13 ديمقراطيا بالانضمام إلى 54 جمهوريا لإسقاط الاتفاق في الكونغرس خلال شهري دراسته هناك، وستزيد المحاولة الشرخ مع أوباما إلى جانب غياب منطق ضربة إسرائيلية لإيران قال لها العالم لا بالاتفاق.

وقبل ذلك، ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن طهران والقِوى الست ستعقد اجتماعاً شاملاً ظهر الثلاثاء لمناقشة الاتفاق النهائي. وتوصّلت إيران ووكالة الطاقة الذرية إلى مسوّدة اتفاق حول برنامجها النووي، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وقالت الوكالة إن مسودة الاتفاق تنص على تفتيش جميع المواقع الإيرانية بما فيها العسكرية، وعلى زيارةٍ واحدة لموقعِ “بارشين العسكري”. وانتهى اجتماعٌ بين القوى الست لم تشارك فيه إيران، في محاولة لتذليل العقبات الأخيرة أمام التوصل إلى اتفاقٍ نهائي.

وقال البيت الأبيض، مساء الاثنين، إنه تم إحراز تقدم حقيقي في المحادثات النووية مع إيران، إلا أنه ما زالت هناك نقاط صعبة. وأضاف البيت الأبيض أنه يتوقع استمرار العمل بالاتفاق المؤقت مع إيران، حيث إن الوفد الأميركي المفاوض “باق في فيينا ما دامت المحادثات مفيدة”.

وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاثنين، قوله إن المفاوضات النووية لن تنتهي الاثنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *