حورية البنوك وفقراء الضمان!

تأخير وزارة الشؤون الاجتماعية صرف مرتب الضمان الاجتماعي لشهر شوال حتى موعد عودة البنوك من إجازاتها بتاريخ ٧ شوال يعد برأيي وجيها، لسببين، أولهما أن المسجلين في الضمان الاجتماعي في شهر رمضان يتقاضون بالإضافة إلى الراتب الشهري إعانة ملكية مقطوعة تبلغ ألف ريال لكل فرد من أفراد الأسرة مما يوفر دخلا إضافيا استثنائيا يعينهم على متطلبات العيد!

الثاني أن صرف راتب شوال بتاريخ ٢٤ رمضان، يجعل المستفيد في حالة انتظار ٤٠ يوما لصرف راتب شهر ذي القعدة، وتبعا لعاداتنا الاستهلاكية غير المنظمة فإن وطأة الحاجة ستكون أشد، وبالتالي فإن تأخير صرف راتب شوال برأيي سيساعد المستفيدين على تنظيم مصروفاتهم!

ما دمنا في مرتبات الضمان الاجتماعي قرأت في بعض الصحف أن مؤسسة النقد حذرت في تعميم مشدد البنوك من المساس بمستحقات الضمان الاجتماعي المودعة في حسابات المستفيدين!

طبعا بعض البنوك لا تتوانى عن اختطاف التمرة من أفواه الجوعى في سبيل تحصيل فوائد وأصول قروضها، وسبق أن انقضت على مكرمة الراتبين الملكية رغم تحذيرات «ساما» من المساس بها، وبالتالي لن يفاجئني أن تفكر بمصادرة فتات مساعدات الضمان من على موائد الفقراء!

ولا أحد يصادر حق البنوك في السعي لاسترداد أموالها المقرضة فهذا حق أصيل، لكن أن يصل الأمر إلى اقتناص أموال الضمان الاجتماعي وأموال الصدقات، فهذا غير مقبول أخلاقيا، فلا قروض الفقراء ستفلس البنوك ولا فتات أموال الضمان والصدقات ستربحها!

العجيب أن أغلب البنوك تبتكر وسائل الإغراء لاجتذاب المقترضين وتستدرجهم بالتسهيلات، فكأنها حورية الجزيرة التي تجتذب البحارة بغنائها الجميل لتتحطم سفنهم على صخورها!

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *