هوشات المساجد !

أصبح بعض مرتادي المساجد من المصلين لا يعرفون لبيوت الله قدرها وحقها من التوقير والاحترام فتراهم عندما يختلفون على أمر من الأمور يتصايحون وتعلو أصواتهم ويخرجون بقية المصلين من ذكرهم وخشوعهم، ولو عرفوا لبيوت الله حقها لتفاهموا فيما اختلفوا حوله بروح طيبة ولكن كل طرف يحاول الانتصار لرأيه فيعلو الصياح والجدال بطريقة لا تناسب مقام المساجد أو الجوامع وقد حضرت شخصيا بعض ما شجر من خلاف بين مصلين أو بينهم وبين الإمام أو بين الإمام والمؤذن أو بين المصلين والإمام من جهة وبين جيران المسجد من جهة أخرى كما وصلني العديد من المواقف التي علا فيها الصياح في قلب بيوت الله قبل أو بعد الصلاة فأسفت لما يحصل أسفا شديدا وفكرت في إسداء النصح للمتجاوزين على الآداب المرعية في المساجد عند حضوري لها فخشيت أن أصبح جزءا من المعركة فكان قراري أن ألوذ بالصمت وأكتفي بالدعاء لهم بالهداية ونور البصيرة .

ومما نقل لي في هذا المجال أن بعض الأئمة يؤخرون إقامة صلاة الفجر حتى تسفر ويتجاوزن الوقت الذي حدده الشيخ عبدالعزيز بن باز وهو (25) دقيقة بين الأذان والإقامة، وربما طول في القراءة فإذا قضيت الصلاة فإن حوارا قد يدور بينه وبين بعض المصلين فيتحول إلى نقاش حاد وصياح واشتباك واستدعاء للدورية، أما الخلاف الذي ينشب بين الإمام والمؤذن فلا يكفي أن يشهده طائفة من المؤمنين بعد تحوله إلى خلاف معلن حاد بل يصل عبر الشكاوى المتبادلة إلى إدارة الأوقاف وقد لا ينتهي إلا بالتفريق بينها في المساجد، وربما يشكو بعض المصلين من البرودة الشديدة وأنه ينبغي خفض التكييف رحمة بهم وترشيدا للكهرباء ويكون للقائمين على شؤون المسجد أو لمصلين آخرين رأي مخالف فيحتدم النقاش ويتحول إلى صياح ودعاء من المتضررين من شدة التكييف على خصومهم بجميع أنوع أمراض العظام حتى يشعروا بمعاناة المتضررين فيقابل دعاؤهم بدعاء مضاد من الطرف الآخر ويصبح بيت الله ساحة صياح وتنابز بالألقاب.

مثل هذه الصور والمواقف السيئة موجودة للأسف في العديد من مساجد وجوامع الأحياء، وهي في مجملها لا تدل على إيمان أو شعور بما لبيوت الله من مكانة وحق في أن تكون بعيدة عما يخدش وقارها وخشوع المصلين فيها وحسبها أنها بيوت الله ولعل علماءنا الأفاضل يتناولون هذه المسألة في خطبهم ودروسهم ومواعظهم لعل هناك من يتذكر أو يخشى!.

محمد أحمد الحساني

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *