وزير الزراعة يزرع بهدوء

أعتقد أن لكل مسؤول رؤيته الخاصة في إدارة مسؤولياته ومهماته. فقد نشرت “الوطن” قبل أيام خبرا يشير إلى وجود وزيرين على نفس الطائرة: عزام الدخيل وزير التعليم، وعبدالله المقبل وزير النقل.

الدخيل كانت تحركاته مرصودة إعلاميا وعبر وسائط الإعلام الاجتماعي، بينما المقبل ذهب إلى مهماته في الظل وزار مشاريعه بهدوء.

كلا الوزيرين لم يخطئا، ربما يرى الدخيل أن الدعم الإعلامي ضروري لمواكبة أفعال وزارته تجاه المواطنين، ولرصد ردود الأفعال، وربما يرى المقبل أن الهدوء هو الأنسب حتى يتم الإعلان عن شيء جديد.

هذه الحيوية في سرعة الانتقال والتحرك، تجعلنا نثق أكثر في وزرائنا، فلدي إيمان أن القادم من القطاعات الربحية لديه مخزون من الأفعال أكثر من خبراء القطاع العام.

لدينا هنا نموذج هادئ آخر، شديد الأهمية، إلا أنه يعمل في الظل أيضا. إنه وزير الزراعة عبدالرحمن الفضلي، الذي كان يرأس شركة المراعي، الشركة العربية الأولى في قطاعها، والذي نهض بها الفضلي إلى مستويات عالية من الربح.

وزارة الزراعة الآن، تواجه حربا شرسة مع “سوسة النخيل” التي ربما تفتك بإحدى أهم قنوات الأمن الغذائي لدينا، فـ”النخيل” المنتج الأهم في حياتنا، ويتقاطع مع نسبة كبيرة جدا من الصناعات الغذائية التي نعيش عليها يوميا، بل إن النخيل مصدر مهم جدا لكثير من الصناعات التي تستفيد من كل شيء في هذه الشجرة التي نرتبط بها أيضا عاطفيا ووطنيا، لأنها مثلت القوت الأول في حياتنا كسكان للجزيرة العربية، وأمام هذا الوزير مجموعة من المفاجآت، ولا أعلم جدوله اليومي، يثق بمن، يتعامل مع من، ولكن من خلال قراءتي لسيرته الذاتية فسأشعر بالحماسة الشديدة عندما أشاهده وهو يخرج من الظل ليعلن عن شيء ما أمام وسائل الإعلام.

لا أعتقد أن تكوينه وتراكمه المهني، سيجعلانه صامتا فترة طويلة، ولكن عليه أولا تحريك الوزارة التي اعتدنا بكل أسف على صمتها، نتمنى عليه أن يجعلها تتقاطع معنا، وأن يشركها في زحزحة مهماتها إلى الضوء كي نرى ما يرونه.

أنا مؤمن تماما أن صمت الفضلي سيحول وزارة الزراعة إلى مؤسسة حكومية مهمة، تدخل يومياتنا، ونشعر بها ونلامسها، و”يمكن نتصور معها سلفي كمان”.

حسن عسيري

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *