غزال الجامعة الالكترونية وش نسميها؟!

تبلغ ذاكرتنا الجماهيرية من الزهمرة الخِلْقِيَّةِ، بحيث إنك لو سألتها عن ملفات الصحة المزمنة، التي أدت إلى إقالة أكثر من وزير، في أقل من عامٍ! لربما تذكرت (المزمنة)، أما الصحة؛ فالشيوخ أبخص!!

ولهذا لا بد أن نذكِّر بأن طيِّبة الذكر (غزال) هذه، كانت عنوان مشروع ضخم لتدشين صناعة السيارات (فيذا)، وهايطت جامعة الملك سعود وقتها (2009)، بأنها ستكون فخر الصناعة (السعودية)؛ مع أنه لم يكن فيها من السعودية غير الملايين التي كانت تكفي لإقامة مصنع متكامل!

وذهبت (غزال)، ولم يعد لها وجود إلا في تشليح (بعد النسيان)! ولهذا تذكرناها جيداً مع تدشين (أول اختبار عالمي لقياس اللغة العربية)، الذي تهايط به الجامعة الالكترونية السعودية اليوم!

وأول دليل على أنه لا علاقة للغة العربية به هو أنها ـ في الخبر الرسمي الذي نشرته كل وسائل الإعلام ـ نسبت لمعالي وزير التعليم قوله: «إنّني فخوراً (هكذا)»! ولم يجرؤ أي مصححٍ في أية وسيلة على تعديله؛ ليس لأنه (كلام الحكومة)، ولكن لأنه لا يعقل أن يمر من (Standardized Arabic Test) يا عيباه!
ولهذا ـ وما أكثر (اللهذات) اليوم ـ أراهن براتب المدير العام (لؤي مطبقاني) على براءة الوزير من هذا الخطأ النحوي، المرفوض في كل سياق، لكنه في سياق (Standardized Arabic Test) أرفض وأرفض!

ليس لأن معاليه يتقن لغة البرنامج (الإنجليزية)، ولكن لأنه رجلٌ (رفعه) الله بالتواضع؛ فكيف يقع في هذا (النصب) السافر؟!

وكنا قد اقترحنا أن تُهدى (غزال) للفنان (عبادي الجوهر)؛ دعاية لها؛ كونها تحمل اسم أول أغنية عرَّفت الناس به، وهو صبي لم يلبس العقال بعد! أما الجامعة الالكترونية فقد سبقتنا الهيئة العليا لتطوير الرياض، و(غششتها) فكرة غير مسبوقة للتسويق والترويج، وهي مسابقة (وش نسميها؟)، لإشراك الناس في تسمية الحفار (TBM)، السعودي طبعاً، وأمه (غزال) ما غيرها؛ فليكن والده (Standardized Arabic Test) ما غيره برضو!!

نهايته.. اللغة هي (الهوية الوطنية)، ومنذ قرون ونحن الناطقين بها نبحث عنها حتى في التعليم الرسمي، فماذا يتوقع غير الناطقين بها أن نصدِّر لهم سوى الدَّجَّة؟ أليس الجود from الموجود؟!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *