إيران وروسيا مع الثعلب ضد الشرعية!

الرئيس اليمني المخلوع الثعلب العجوز على صالح وبالرغم من (عاصفة الحزم) التي تعمل مستمرة بكل قوة من أجل إحلال الشرعية في اليمن الشقيق، لما يزل يراوغ لكونه يوهم نفسه بأنه يمكن أن تعود إليه الرئاسة التي لفظته بالانتفاضة الشعبية الكبرى التي شاركت فيها جميع أطياف الشعب اليمني ولم يتبق بجانبه إلا أزلامه من المنتفعين والأقارب والمرتزقة الذين كوّن منهم أولوية مدججة بالأسلحة والعتاد، كما أغدق عليهم من الأموال التي سلبها من أهل الحق الذين يتضورون جوعاً، ويهيمون في ظلال الجهل حيث قطع سبل التوجه إلى التعليم بإيقاد شعلة الفتنة وإشغال المواطنين اليمنيين بالمشاحنات وما يصاحب ذلك من سلب لقيمهم الإنسانية تحت تهديد السلاح، والزج بهم في السجون، وتصفية من يرى أنه يعارضه، ولكن الشعب عندما انتفض وفرض عليه بالقوة أن يرحل وأخذ يماطل كانت حادثة المسجد والتفجير العنيف الذي شارف فيه على الموت، وقد امتدت له يد الأخوة والجوار وحملته وهو في أسوأ حاله وقدمت له العلاج اللازم محتفية به.

وكانت قيادات المملكة الحكيمة التي تراعي حق الجار وتحفظ الكرامة لمن أراد مساعدتها عملت على كل الأصعدة السياسية إقليماً ودولياً من أجل إيجاد سبل الحل السلمي الكفيل بكرامة الشعب الشقيق والعمل من أجل استقراره، فكانت أن ألقت بثقلها حتى ظهرت إلى الوجود (المبادرة الخليجية) المؤيدة دولياً ليخرج اليمن من محنته، وقبلها ووقع عليها الثعلب، ولكن هاجس السلطة لما يزل يعمل في داخله وجنون العظمة قد دق مساميره في عقليته، فلما قامت الشرعية وأيدت دولياً بعد الانتخابات النزيهة التي فاز فيها الرئيس عبدربه منصور هادي. أسقط في يد صالح مما جعله يكوم حقده ويتوجه إلى شرذمة تعمل من أجل تخريب البلاد وجعلها موئلاً وحضناً لأعداء العرب والمسلمين من الإيرانيين الفرس الذين تعتمد عليهم إيران في محاولة بسط نفوذها وحلمها بالإمبراطورية الفارسية، وعندما بدأت (عاصفة الحزم) لجأ إلى مخزن السلاح، وألوية الجيش لحرسه الخاص، والقوات التي كان يزودها بالذخيرة والعتاد من أجل الهيمنة على الضعفاء وقمعهم بها، وفي حركة تمثيلية خبيثة جعلها تتحرك وتشعل النيران في البلاد باسم الحوثيين الذين تحالف معهم بعدما كان يصفهم بالأعداء وأنهم نبتة يجب أن تُستأصل من اليمن، هم اليوم مندمجون بعسكره وسلاحه الدبابات والدروع والصواريخ، كلها من صنعه وتأتمر بأمره، ومع ذلك لجأ وهو قد كان قد مدّ يده وسهل مهمة نفوذ وتوغل الوجود الفارسي في اليمن بالتعاون مع الدولة الحالمة بالإمبراطورية وأصبح من ذيولها، وبالرغم من محاولة إلقاء الظلال والقتامة على هذه التسهيلات لم يستطع أن يستمر في ذلك حيث ظهرت بكل وضوح على الساحة عندما كشفت وجهها الحقيقي ضربات (عاصفة الحزم) التي ستستمر حتى تعود الشرعية إلى اليمن كما يؤكد ويصرح قادة المملكة رائدة السلم والسلام، وستستمر عندما وصل الأمر حد تهديد الوطن ومحاولة النيل من كرامة المواطن السعودي، ومن يسكن المملكة من الأشقاء والأصدقاء، والعمل على زرع الفتنة فإن المواقف الشجاعة الصلبة، والدفاع بالقوة وقمع وسحق من يعتدي هو واجب حتمي على الجميع من القمة إلى القاعدة، فتدخل إيران وتصريحاتها التي تغلفها برداء الإنسانية – متجاهلة بلداناً هي تعلم مدى حاجتها لهذه النظرة – ومعها حليفتها روسيا التي سارت في النهج ذاته بعملية التسويف، ومن ثم عمل مبادرة ذات جانب واحد فقط والثقة تحدوها بأن يوافق عليها الجميع، وعندما تقدمت دول الخليج العربي بمبادرتها في الأمم المتحدة التي باركتها دول التحالف من العالم أخذت تطالب (=روسيا) التعديل، وتهدد بالفيتو، أو الامتناع عن التصويت وتطلب من أصحاب المبادرة التشاور، ومن ثم تناور وتصرح على ألسنة ممثليها بأنها ستتخذ المواقف الملائمة التي من شأنها إحلال السلام، وهي غالباً ماتفعل ذلك كما فعلت مع القضية السورية حتى حرفتها عن مساراتها وعطلتها ولا زال أوارها يزداد اشتعالاً لكون روسيا ومن لفّ لفّها صوتت ضده واستخدمت حق النقض، فها هي سورية تعاني الأمرين، وهي في حالة يرثى لها من التدهور والتمزق في البناء والإنسان، وكثرة النزوح، واللجوء إلى دول الجوار هرباً من الفتك، وكل هذا وروسيا لم تقدم وتعمل على حل القضية السورية حيث لا يظهر إلا مجرد أفعال إعلامية وفرقعات وأبواق والشعب يذوب، والبلاد تتهاوى وتتهدم، وكما هو في سورية يعود السيناريو الروسي اليوم إلى اليمن لكي يكون مشابهاً ومثيلاً لسورية بتطويل المدة واتساع رقعة الاقتتال التي تعمل على تغذيتها ليقتتل أبناء الشعب الواحد بهدف تمزيقه وإضعافه لكي يخدم حليفتها إيران التي تعمل جاهدة على بسط نفوذها في اليمن، ولكن العرب وأصدقاءهم بقيادة مملكة الإنسانية وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم قيادات القوات المسلحة، والأمنية، والسياسية، والشعب السعودي في كافة المملكة بمساحاتها الشاسعة، كلهم جنود من أجل الدفاع عن الوطن، و(عاصفة الحزم) مستمرة حتى تحقق نتائجها الإيجابية التي قامت من أجلها المتمثلة في حماية الوطن، وتشتيت وسحق الأذناب والمتآمرين على الكيان الكبير الحصين، وعودة الشرعية إلى اليمن الشقيق فعلاً والجار الذي استجار فكانت (العاصفة) تلبية لندا الواجب لمناصرة من استجار.

فهل تتفهم روسيا، وإيران، والثعلب العجوز بأنه لابد للحق أن ينتصر مهما طال الزمن؟

أما زمن المراوغات والتسويف فقد ولّى وحلّ محله العمل الحازم من أجل إحقاق الحق.

سعد الحميدين

نقلا عن “الرياض”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *