خنجر اليمن!

لم تكن عاصفة الحزم لتهب على «الحوثي» لو أنه اختار الممارسة السياسية، لكنه أراد فرض واقع جديد في اليمن بالقوة العسكرية، واقع لا يستهدف الداخل اليمني بقدر ما أراد أن يكون له بعد إقليمي تكون اليمن فيه مجرد مخلب لإيران في خاصرة الجارة الكبرى!

لم تكن المملكة العربية السعودية تملك أن تقف موقف المتفرج وهي ترى ملامح عراق آخر وسوريا أخرى تتشكل على حدودها الجنوبية، فجاءت عاصفة الحزم خيارا حازما لا بديل عنه لحماية مصالح البلاد وقطع الطريق على المؤامرة التي تحاك ضدها!

لا يوجد بلد في العالم منهجه السلم وسياسته الحكمة والاتزان وتجنب خوض المغامرات العسكرية وهدفه التنمية والبناء يلجأ لخوض الحروب إلا أن يكون مضطرا لدرء أخطار تحيق بأمنه وسلامة مواطنيه وأهداف تنميته!

لم تكن المملكة لتنفق أموالها وتستنزف مواردها وتضع سلامة رجالها على خطوط القتال والمواجهة لولا أنها وجدت نفسها أنها أمام لحظة تاريخية من تلك اللحظات التي تخوض فيها الأمم معارك الوجود ورد العدوان!

وعبر التاريخ لا يوجد أي دولة قدمت لليمن ما قدمته المملكة من مساعدات ومشاريع بناء، ودائما كانت مكان عمل ومصدر رزق الملايين من المغتربين اليمنيين، ولم ينظر المجتمع السعودي لهؤلاء المغتربين إلا أنهم جزء منه ومن ثقافته وذاكرته!

لقد ذهبت السعودية إلى الحرب في اليمن لتغمد خنجرا سل ليغرس في خاصرتها، ولن تعود قبل أن يثنى نصله وتكسر اليد التي سلته!.

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *