إهداء لمعالي وزير التعليم

كشف المدير التنفيذي لجمعية المتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية (تعافى) مبارك بن علي الحارثي عن حالات تعاط لمادة الحشيش بين صفوف الطلاب في المرحلتين (الابتدائية والمتوسطة) مؤكدا أن الجمعية استقبلت عددا من الحالات بين الطلاب في الصفوف الأولية وقامت بمعالجتهم وتثقيفهم، معتبرا أن السبب يعود إلى أن بعض الأسر فقدت قيمتها كأسرة، مؤكدا نجاح الجمعية في إنقاذ (7000) متعاف منذ إنشاء الجمعية، تمت إعادة الكثير إلى وظائفهم السابقة.

وقال الحارثي: إن مادتي الكبتاجون والحشيش من أكثر المواد تعاطيا بين فئة الشباب، مبينا أنهم لا يمانعون في الجمعية من استقبال حالات إدمان نسائية حيث إن الجمعية مستعدة لتقديم يد العون لكل من أراد التخلص من آفة المخدرات بغض النظر عن جنسه، مشيرا إلى أهمية تكثيف التوعية للأسر بالدرجة الأولى لحماية أبنائها من آفة المخدرات، خصوصا أن الشباب مستهدفون بالدرجة الأولى لجرهم إلى وحل التعاطي – انتهى

لم أتفاجأ أو أصعق عندما قرأت هذا الخبر، وإذا كانت الجمعية قد أنقذت سبعة آلاف مثلما تؤكد، فهناك آلاف مؤلفة، لا تدري ولم تسمع بهم الجمعية، وهناك آلاف الأسر المبتلاة والمصابة بأبنائهم الذين عصفت بزهرة شبابهم المخدرات، التي هي أشد فتكا وأكثر خطرا حتى من الخمور، فالسكران عندما يفيق يرجع له عقله، أما المدمن على المخدرات فلن يعود له عقله، سواء أفاق أم لم يفق؛ لأن خلايا عقله أساسا قد بدأت تتدمر.

يجب أن نشن حربا لا هوادة فيها لمحاربة هذه (البلوى)، وهي حرب لا تقل (قدسية) عن محاربة الكفار، ولا يكفي حث أبنائنا على حفظ القرآن والأحاديث الشريفة وتلقينهم مكارم الأخلاق الحميدة، ولكن إلى جانب ذلك يجب أن نوعيهم على هذا الخطر المحدق وبالوطن، ولنعتبرها (عاصفة حزم) ثانية وهي لا تقل أهمية عن الأولى.

هناك عصابات خارجية وداخلية تجني من تهريبها وترويجها (مليارات) الريالات سنويا، وهي تجارة جهنمية تدر أرباحا خيالية لا يحلم بها حتى تجار العقارات والأسهم.

وإنني والله لفي عجب، كيف أن القائمين على التعليم ما زالوا (سكتم بكتم)، عن الصراحة وطرح هذه المعضلة العويصة أمام أنظار التلاميذ والتلميذات بكل شفافية ووضوح ؟!

نعم ما هو المانع أو المخجل من تخصيص حصة بالأسبوع أمام الصفوف الابتدائية والمتوسطة، يشرح فيها المختصون بعلم النفس أخطار المخدرات أمامهم، ويدعمونها بالصور والأفلام الوثائقية (ليفجعوهم) بمشاهدة نماذج من البشر أصبحوا أكثر ضياعا من المعاقين وحتى من المجانين.
نحن شطار فقط ودائما بترديد مقولة: (الوقاية خير من العلاج).

وقاية إيه وعلاج إيه، إذا لم يكن هناك فعل تطبيقي على الواقع ؟!

لو أن هناك حربا فعلية نخوضها بالرصاص والقنابل كل سنة، فلن يكون ضحاياها أكثر من ضحايا شبابنا الذين (تجندلوا) بالمخدرات.
أرجوكم لا تتفلسفون، وتقولون: إنها ليست (بظاهرة).

أنا أتحمل المسؤولية، وأقولها بصدق (وبالفم المليان)، نعم إنها تكاد أن تكون ظاهرة، هذا إذا لم نتصدى لها من اليوم في صفوف المدارس.
وهذه المقالة أقدمها إهداء مني لمعالي وزير التعليم، مع التحية.

مشعل السديري

نقلاً عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *