أحياناً… (هل الوزير قمر منير؟)

 

لا يمكن للوزير أن يشرق بنور إشرافه على كل التفاصيل ولا حتى معظمها، هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، لكن حينما يقال: «الوزير ماهوب شمس شارقة» في لحظة لقاء للوزير مع مواطنين لهم حاجات خدمات صحية بعضها مستعجل، لا شك أن هذا خطأ، وكلام في غير مقامه، لقاء وزير بجمهور مواطنين ينتظرون خدمات وزارته هي فرصة نادرة، ويعتقد المواطن أن لقاء الوزير وتهميشه على الخطاب أو المعروض كاف لوحده لإنجاز المطلوب، قد يحدث وقد لا يحدث.

بعض الموظفين من الحلقة الضيقة المحيطة بالمسؤول يضرونه أكثر وهم يتوقعون دعمه أو حمايته، إما بالدف بالأكتاف أو النتف بيد أو لسان، كل هذا ينعكس سلباً على صورة المسؤول، لا يفرق الناس بين من تطوع بذلك أو نفذ أمراً.

وفي وزارات مثل الصحة والتعليم «كنموذج» المشـكلة كبيرة وضخمة، لطبيعة عملها والتصاقه بالناس يومياً مع طول زمن انتظار انفراج، لا ينفع لإحداث تغيير صور «سلفي» ولا مقاطع تسجيل أهداف، كل هذا اللمعان سـيتبخر بعد فترة قصيرة.

السؤال الذي يجب طرحه: لماذا ينتظر ويحتاج المواطن فرصة اللقاء بوزير؟ يأتي الجواب حتى يوجه بهذا أو ذاك، حسناً أليست الوزارة كلها أساساً موجهة لخدمته! ما قيمة هذا الجهاز الضخم الذي لا يستطيع التحرك إلا بتوجيه في كل صغيرة وكبيرة من شخص واحد؟ نعم الوزير ليس شمساً شارقة، لكن هذا لا يعني أنه قمر منير جاهز للتصوير بجانبه.

عبدالعزيز السويد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *