حرس الحدود «عين» عاصفة الحزم

ها أنا أعود مجدداً للحديث عن سور الوطن المنيع قطاع حرس الحدود الذي وصفتهُ في مقال سابق (نُشر في أكتوبر 2014م) بالصامت لأن الناس اعتادوا على تصريحات عشّاق “البروباغاندا” من بعض مسؤولي الأجهزة والهيئات أولئك الذين لو قبضوا على قطّة شاردة لملأوا الدنيا ضجيجاً وتفاخراً.

قلت آنذاك بأن حرس الحدود قدّم ويُقدّم بكل فخر الشهيد تلو الشهيد الذين يسقطون على خط الحدود دفاعاً عن أمننا وحماية مجتمعنا، نحن بكل طمأنينة ننعم بالفراش الوثير والأمن الوفير يحيط بنا أحبابنا من كل جانب بينما أولئك الرجال يقفون بكامل يقظتهم على مدار ال24 ساعة في الصحاري والمفازات وفي البحار بالليل البهيم يراقبون أي تحرّك مشبوه على حدودنا في الاتجاهات الأربع وما بينها ويتدخلون وقت وجود أي تهديد أو تسلل أو تهريب.

أما اليوم فقد عرف الذين كانوا يجهلون دور حرس الحدود (وهو بالمناسبة أحد قطاعات وزارة الداخلية وليس الدفاع) عرفوا بكل يقين مهماته الجسام ومدى التضحيات التي يقدمها رجاله لحماية أمن الوطن وطهارة ترابه من دنس الأنجاس مجرمي القاعدة وداعش ومن نهج نهجهم وأخيراً عصابات الحوثي أنجس من مشى على الأرض.

ألم يُسجّل بكل فخر العريف سليمان المالكي أحد رجال القطاع اسمه ضمن قائمة شهداء الوطن بل وأول شهيد في العملية العسكرية الإنقاذية “عاصفة الحزم” حينما تصدى بكل شجاعة لمجاميع من عصابة الحوثي أثناء محاولتهم اختراق حدودنا الجنوبية بهدف إشغال قواتنا العسكرية عن مهامها ولكن خاب مسعاهم بفعل هذا البطل وزملائه الرجال الشرفاء الذين وقفوا سداً من فولاذ لعبث أولئك الأوباش.

يقول الشاعر القروي:

خيرُ المطالعِ تسليم على الشهدا
أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
فلتنحنِ الهامُ إجلالاً وتكْرمةً
لكل حُرٍّ عن الأوطان مات فدى
حق للوطن وأهله الفخر بشباب أحرار يفدونه بأرواحهم وهي (أغلى) ما يملك الإنسان تُعطّر دماؤهم الزكيّة أرضاً طاهرة وليس لنا ما نقدمّه لهم سوى الفخر بهم وتسطير بطولاتهم المجيدة لتكون شاهداً في الحاضر والمستقبل على شجاعتهم وليطلّع عليها شباب الأجيال القادمة حتى يسيروا على ذات النهج البطولي في الدفاع عن الأوطان وليُخرِسوا أصوات النشاز التي تُشكك في ولاء المواطن السعودي وعشقه لوطنه.
رجال حرس الحدود على كل ثغر ومنفذ..

أيها الأبطال الشجعان:
لكم من الجميع التحيّة والتقدير وكثير من إعجاب فالقلوب تحيطكم والألسن تلهج لكم بالدعاء.

عبدالله الكعيد

نقلاً عن “الرياض”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *