الكائن النادر

جاء في وكالات الأنباء ما تناقلته:
أن هناك مجتمعا غريبا في إحدى القبائل الصينية التي يطلق عليها البعض (مملكة النساء) تتحكم فيها المرأة في كل المقاليد والأدوار المركزية في القيادة السياسية والتشريعية، ويعاني الرجال في هذه القبيلة من الاضطهاد الشديد حتى أن لغتهم لا تحتوي على كلمة (أب).

أما الرجال فلهم دور ثانوي ومهمش، بل إنه لا يسمح لهم حتى بالسكن في بيوت النساء، والمرأة هي الحاكم والمالك الوحيد في العائلة، وعند الموت تنتقل جميع الممتلكات من الأم إلى بناتها فقط، حتى أن الرجال في حال رغبت أي من النساء الزواج لا يغادرون بيوت أمهاتهم، ويبقون فيها ويعود الرأي للنساء بالبقاء في بيوتهـن أو الانتقال معهم عند أمهاتهم – انتهى.
الذي أثار حفيظتي ودعاني إلى الاستنجاد بما ذكرته عن تلك القبيلة المحترمة، هو ما قرأته عن خطوط الطيران التركية التي أقدمت على فعل شائن من وجهة نظري، حيث إنها أقدمت على فصل مضيفة طيران، وجريمتها الوحيدة التي لا تغتفر هي أنها كانت (جميلة أكثر من اللازم) ــ تصوروا ــ (!!)

طبعا بكت تلك المضيفة المسكينة، والحمد لله أنها لم تمزق ملابسها من شدة القهـر.
ولكن (رب ضارة نافعة)، فإقالتها الظالمة تلك أحدثت ضجة ودعاية لها من حيث لا تحتسب أو تتوقع.

حيث جلب لها ذلك الفعل التعسفي تعاطف الناس معها عبر وسائل التواصل الاجتماعية ــ وكنت أنا من أولهم ــ.
وهذا ما لفت أنظار (بيوتات ماركات الأزياء العالمية) لها، خصوصا بعد أن شاهدوا صورها وجها وجسما وحركات.
وتسابقوا لاستقطابها، وبعدها فتحت طاقة القدر أمامها، وارتبطت بعقد مع إحداها، وأصبح دخلها الذي تجنيه في شهـر واحد، يعادل راتبها الذي كانت تتقاضاه من الشركة خلال سنة كاملة.

وسعدت جدا، عندما عرفت أنها اشتركت أخيرا في عرض أزياء (الشوكولاته) الذي أقيم في روسيا قبل أشهـر.
وهذه الفعالية اللطيفة بدأت أول ما بدأت في فرنسا قبل ما يقارب من عشرين عاما، وقوامها أن تلبس النساء أزياء خالصة من الشوكولاته، حيث تكسو أجساد الحسناوات، وبعدها تذوب تلك الأزياء في أفواه المتذوقين.

ومن حسن الطالع أنها فازت بالجائزة الأولى، وتسلمت كأسا من الشوكولاته، وألبسوها تاجا من الشوكولاته أيضا، وبعدها تسابق الجمهور لإلتهام فستانها وتاجها، ومن حسن حظها أنها نفذت بجلدها من الالتهام، ومن حسن حظها أكثر أنني لم أكن حاضرا في تلك الفعالية أو المسابقة.

فالبدوي (الصنيان) لا يبرع فقط في التهام أكباد الجمال قديما، ولكنه حديثا ينصرع ويصاب (بالمس) ــ خصوصا إذا وضعت أمامه (تورته من الشوكولاته) ــ، ساعتها لا يأكلها بالشوكة والسكين، ولكن بكلتا يديه دون أن (يسمي)، وبعد أن يقضي عليها يلعق (أصابعه العشرة) أيضا.

وخذوها حكمة من أخيكم الصغير: المرأة كائن نادر، يجب احتواؤه والمحافظة عليه.
تخيلوا العالم بدون هذا الكائن النادر ؟!، ولو أن هذا حصل لا سمح الله، سوف أكون أنا أول المهاجرين من الكرة الأرضية..

مشعل السديري

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *