وزراء يودعون البشت .. والرسالة : ابدأ العمل أو غادر ! (صور)

دبي – العربية نت:

يعرف أهل الخليج أن ارتداء البشت عادة تحدث في الغالب في المناسبات الرسمية والاحتفالات السعيدة، أو حتى الأوقات الحزينة. ولكن إذا أراد أحدهم أن يبدأ فعلياً بالعمل والإنجاز فعليه قبل ذلك أن يعلق البشت ويشمر عن ساعديه، ويبدأ بالتنفيذ بلا تردد أو تأخير.

وزراء الحكومة السعودية باتوا يقومون بذات الشيء في الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الشؤون الأمنية والسياسية، الذي يترأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، في إشارة رمزية التقطها السعوديون سريعاً تقول إن الحكومة السعودية علقت البشت وبدأت العمل فعلياً .

فالصور التي تنشرها وسائل الإعلام تظهر الوزراء بثيابهم البيضاء متحلقين حول طاولة اجتماعات صغيرة وأمامهم جدول الأعمال الذي عليهم مناقشته ووضع حد زمني لتحقيقه، تماما كما يحدث في اجتماعات الشركات الكبيرة التي تختفي فيها لغة المجاملات وتحضر فيها لغة الأرقام والإنجازات.

الرموز والإشارات في السياسة لا تقل أهمية عن ما يحدث عندما تطفأ الكاميرات ويذهب الصحافيون وتغلق الأبواب. فإلى جانب البشوت المعلقة والثياب البيضاء، تعقد المجالس الحكومية الجديدة لقاءاتها المستمرة في غرفة اجتماعات صغيرة عادية بعيدة عن التكلف، هدفها توفير الجو العملي اللازم الذي لا يتوفر في قاعات الاجتماعات الكبيرة.

شخصية الحكومة السعودية التي علقت البشت وبدأت بالعمل والمحاسبة من دون تأخير لا تنحصر بالطبع بالإشارات الرمزية، بل أيضا في العديد من الأحداث والمناسبات التي أصبحت قصصاً يتداولها الناس في مجالسهم الخاصة.

واحدة من هذه القصص التي تعبر عن الروح العملية الجادة إقالة وزير الإسكان السابق الدكتور شويش الضويحي بعد ساعات فقط من تقديمه رؤيته لحل أزمة السكن في السعودية أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. رؤية الوزير السابق، الذي أتيح له العديد من الفرص ووفرت له ميزانية هائلة لحل واحدة من أهم الملفات التي تهم المواطن السعودي لم تنسجم مع طريقة تفكير وعمل الحكومة السعودية الديناميكية العملية، فتمت إقالته وتعيين الوزير الجديد الدكتور عصام بن سعيد .

الروح العملية ونهج المراقبة والمحاسبة ووضع جدول زمني محدد للإنجاز بدت ملامحها واضحة أيضا مع الأخبار التي تنشرها الصحف عن التقارير والعروض المستمرة التي يقدمها الوزراء في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، يكشفون فيها عما تم إنجازه، وعن خططهم المستقبلية المرفقة بأوقاتها الزمنية.

فأخيراً قام وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين “بعرض تطرق لموضوع المياه وتوزيعها بين الاستخدامات المختلفة، وبشكل خاص القطاعان الزراعي والبلدي، والمبادرات المتخذة لتعميم خدمات المياه والصرف الصحي في جميع مناطق المملكة، وترشيد استخدامها في مختلف القطاعات”. قبل وزير الكهرباء والمياه، قام وزير العمل المهندس عادل فقيه, ووزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة بعروض عن البرامج والمبادرات التي قامت وزارتيهما بإطلاقها أخيراً، كما قدما شرحاً عن الإنجازات التي تم تحقيقها .

النهج العملي الواضح الذي تتبعه الحكومة حتى ذلك المتعلق بالزي وطبيعة المكان ولغة الجسد، انعكست إيجابياً على السعوديين المتطلعين للإنجازات في قطاعات حيوية تلامس حياتهم، مثل الإسكان والصحة والتعليم وغيرها.

شكوى السعوديين الأساسية المتكررة بحق وزراء سابقين هي الوعود الهوائية التي يطلقونها، ولكن لا شيء منها يتحقق على أرض الواقع بالرغم من كل الدعم والميزانيات الضخمة المخصصة لهم. بدل أن يفوا بعهودهم يتحول عملهم إلى حملة دعائية لا تنقطع لتلميع شخصياتهم، ولكن لا إنجازات على الأرض .

لا مكان لهذا النوع من الوزراء في الحكومة الجديدة التي تسابق الوقت في العمل.
الرسالة التي تبعثها لهم واضحة: علق البشت وابدأ العمل أو غادر !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *