ريال فضة ضائع!

الزميل فهد الدغيثر كتب في تويتر مطالبا بوجود الريال المعدني الذي سيكون المحرك لبقية العملات المعدنية مثل نصف الريال وربع الريال بدلا من التعامل بالعلكة، والحق أن فوائد استخدام العملات المعدنية كثيرة ومنها الحد من فوضى التسعير، لأن البائع والزبون اليوم يجدان مشقة في أي سعر أقل من الريال لذلك تكون الأسعار بالريال الورقي ومضاعفاته، وفي كل دول العالم غنيها وفقيرها ثمة حاجة للعملة المعدنية إلا عندنا للأسف الشديد، وقد لاحظت في الردود على الزميل الدغيثر أن أحدهم اقترح بأن تكون عملات النصف ريال وما دونها ورقية!.. وقد يكون هذا الاقتراح المعاكس نابعا من الكسل المحلي من حمل العملات الورقية في الثوب، حيث لا نحب عادة خرخشة الهلل!.. ولكن هذه الخرخشة المفقودة وراء ضياع ملايين الريالات في جيوب التجار.
**
الزميل سعد الهمزاني غاضب من محاولات أمانة مدينة الرياض اقتلاع شجرة كبيرة أمام بيته والتي سقاها سبع سنوات متواصلة قبل أن يجيء الحفارون والمقاولون ليقتلعوا كل الأشجار في حي الشهداء إما ليصنعوا رصيفا جديدا نسوه في لحظة الحفر السابقة أو ليزرعوا أشجارا جديدة كي يقتلعوها في مناقصة قادمة، يقول سعد مازحا: لو جاء هؤلاء الحفارون في شهر أغسطس لعرفوا قيمة هذه الأشجار وأهمية ظلالها ولصنف عملهم هذا على أنه جريمة حرب، ومن المعلوم أن كل البلديات في العالم المتحضر تحاول دائما أن تستثني الأشجار من عمليات الهدم والإزالة حفاظا على الحياة، أما عندنا فإن عمال ومقاولي الأمانات لا يتوقفون عن الحفر والدفن والاقتلاع، فيوما يحفرون للمجاري ثم يتذكرون الحفر للتمديدات ثم يحفرون لرصف الطريق. وهكذا قد يتواجه حفاران لا يدري أحدهما من أين جاء الآخر، وهكذا طبعا يضيع الحل وتتبعثر الريالات وتسقط علب العلكة وتصبح المليارات بلا قيمة حقيقية على الأرض.
**
واضح أن الحكومة اليوم تبحث عن إنجاز تنموي سريع وليس ثمة إنجاز تنموي أكثر شعبية من حل الأزمة الإسكانية التي تترتب عليها مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية لا تخفى على أحد، لذلك فإن مهمة معالي وزير الإسكان الجديد صعبة، لأنه لم يعد ثمة المزيد من الوقت للدراسات والخطط طويلة المدى، فالناس تريد بيوتا تسكنها لا أحلاما تسكن الخيال، هنا يكون الهلل قد وضع في مكانه الصحيح بالنسبة للمواطنين الذين أنهكهم الإيجار.
**
صادق الدعوات للزميل الحبيب عبده خال بالشفاء العاجل كي يعود لقرائه ومحبيه في هذه الجريدة وفي كل مكان.

حلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *