معرض الكتاب.. اختلاف أم خلاف؟

المملكة العربية السعودية دولة بمساحة قارة توجد بها الكثير من الاختلافات في أساليب التفكير بسبب كبر المساحة. وتجد منذ القدم تأثر كل منطقة بعادات وتقاليد جاراتها من الدول مثلما يحصل في كل بلاد العالم.

ففي جنوب أمريكا المتاخم للمكسيك تجد هناك اختلافا للعادات وأسلوب الحياة عنه في شمال أمريكا المتاخم لكندا. وفي نفس الوقت عدد سكان المملكة ينمو بنسبة تعتبر الأعلى على مستوى العالم. ولكن أهم من ذلك هو أن المملكة تقع في مفترق الطرق من الناحية الجغرافية وفي بقعة تعتبر الأهم إستراتيجيا ومنطقة مرت عليها أحداث جسام ولا تزال هذه الأحداث مستمرة إلى يومنا هذا.

ولهذا من السهولة أن تجد اختلافا في طريقة التفكير، سواء للقارئ أو المستمع أو المشاهد. والكل يحلل ما يحدث حسب توجهاته وهذا شيء صحي أن يكون هناك نوع من الاختلاف، ولكن المشكلة تكمن عندما يتحول الاختلاف إلى خلاف. والأخطر من ذلك هو أن يكون الاختلاف ايدلوجيا بحيث إن عملية الإقناع غير مثمرة. وفي كثير من الدول تقوم بأخذ هذه المؤشرات من خلال مراكز الفكر (ثينك تانك) لتتعرف على التغيرات في التوجه العام في تفكير المجتمع وخاصة من الناحية السياسية لأنها متغيرة حسب المصالح والأحداث. ففي أمريكا وبعد الحرب العالمية الثانية كان تركيز جميع الأطروحات عن المد الشيوعي.

وبعدها كان كل شيء عن كوبا ومن ثم عن ما يجري في فيتنام. والآن بدأ التركيز على الشرق الأوسط. وحسب ما يتوقعه المتخصصون هو أن التركيز القادم سيكون على منطقة شرق آسيا خاصة فيما يتعلق بكوريا الشمالية والخلافات التي لم تنته بين الصين واليابان والصين وتايوان. وحيث إن المملكة وغيرها من بعض الدول لا يوجد لديها ما يسمى بالثينك تانك بمعناه الحقيقي، فقد بدأت تطفو إلى السطح أنواع من قياس ما يجري في المجتمع وقياس مدى وعمق التغيرات في التفكير حول مجمل الأحداث تأتي عن طريق معارض وفعاليات عامة ومفتوحة للجميع، مثل ما نراه في مهرجان الجنادرية أو معرض الكتاب. وأصبحنا نسمع الكثير عن ما يجري في هاتين المناسبتين من أحداث تنم عن اعتراض الكثير على شيء ما.

وفي الوقت الحالي أصبح الكل ينتظر معرض الكتاب ليرى ما يحدث. وفي كل سنة يقول الكل إن هذه السنة لن يحدث شيء لأن معرض الكتاب أصبح حدثا سنويا لا جديد فيه. ولكن مهما حاول المنظمون تفادي أي سبب لحدوث شيء ما، تجد اناسا يعتبرون أنفسهم أوصياء على المجتمع يجدون شيئا… أي شيء. وبالطبع آخرها ما حدث حيال الحديث عن تدمير آثار كانت موجودة منذ آلاف السنين ومرت عليها الكثير من أنواع الحكم الإسلامي ومع ذلك لم يدمروها. ولكن في الألفية الثالثة بدأ البعض يشك في تأثيرها ويرى ضرورة تدميرها. هذا ليس اختلافا في المفاهيم، بل هذا خلاف حاد يجب النظر فيه بكل جدية.

عبداللطيف الملحم

نقلاً عن “اليوم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *