زوجوه.. عساه يعقل

أكاد أتفهم حرص بعض الأمهات على البحث عن زوجات جميلات لفلذات أكبادهن ممن لا يمكن أن يقع عليهم وصف “الوسامة” لا من قريب ولا من بعيد! كون ذلك سنّة بشرية متواترة، لكن أن تبحث الأم عن زوجة صالحة لابنها سيئ المعشر فقير الأخلاق أو المصاب بمرض نفسي أو لوثة عقلية فتلك مصيبة ورب الكعبة.

فكيف لا تخجل من نفسها تلك الأم التي تترك الشاب يتمرغ في عالمه الأسود، ويستمر في ممارسة الموبقات ليل نهار، ثم تبحث له عن نفس طيبة مباركة ليسومها سوء العذاب، وليدمر مستقبلها، ويجعلها ضحية إضافية لأنانيته ونفسيته المتقلبة، فقط لأنها تعتقد أنه سوف “قد” يعقل ويتحسن إذا تزوج! وهي – للأسف – فرضية لا نزال نتأكد من كذبها مع كل قصة زواج بنيت على مثل هذا الغش والخداع.

ألا يجب على الأم أن تبدأ أولا بمعالجة وتربية ولدها، وألا تورط تلك الفتاة البريئة مع هذا الرجل الذي يستحيل أن توافق هي نفسها على زواجه من ابنتها إن عرفت تاريخه أو واقع نفسيته، ولكن دع “بنت الناس” تجرب حظها معه، فإن تحسن فلقد ضربت عصفورين بحجر واحد، وإن لم يتحسن شيء فلا مشكلة! فتلك “بنت الناس” ولا يهمها مستقبلها أو جحيم حياتها الذي تعيشه بسبب تلك الأم الظالمة.

كثيرة هي القصص المأساوية التي انتهت إما بطلاق قاس أو خلع مرهق بعد “مرمطة” طويلة في المحاكم، والأسوأ أن تخرج الفتاة بعد ذلك جريحة الفؤاد، كسيرة الروح، تجر الخيبة وراءها وبضعة أطفال كذلك، والسبب أمٌّ تجاهلت كل شيء في سبيل تزويج ولدها، دون إغفال تساهل أهل الفتاة بالبحث الدقيق عن تفاصيل خاطب ابنتهم والتركيز فقط على الوظيفة والدخل المادي.

أيتها الأم فلتتق الله في “بنات الناس” قبل أن تورطيهم مع ابنك سيئ الذكر والمعشر، فالدنيا دوارة، وأبواب السماء مفتوحة لكل مظلوم.

عبدالرحمن السلطان

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *