نقد غير موضوعي !

أحيانا أتعجب من معايير النقد عند بعض أعضاء مجلس الشورى، خذوا ــ على سبيل المثال ــ انتقاداتهم للخطوط السعودية في الجلسة الأخيرة، فأغلبها سواليف مجالس مستمدة من التجارب الشخصية، بينما عضو الشورى يفترض أن يبني طروحاته على أسس ومعايير دقيقة ومدروسة وشاملة وليس قياسات فردية شخصية! بل إن بعض الأعضاء لم يميزوا بين مسؤولية شركة الطيران ومسؤولية إدارة المطار في تقييم مستوى أداء الخدمات الأرضية، وخلطوا خلطا عجيبا لا يستقيم مع الموضوعية والمهنية، وهذا خطأ لا يجب أن يقع فيه عضو في مجلس الشورى يفترض به أن يدرك أن الخدمات الأرضية داخل المطار تقع على عاتق هيئة الطيران المدني وليس شركات الطيران، وكنت أنتظر من أعضاء الشورى مناقشة أسباب التعثر؛ لأن مسؤوليتهم العامة معالجتها وليس التنفيس عن غضب تجاربهم الشخصية!

لست في موقع تبرئة ناقلنا الوطني، ففيه من السلبيات ما يجعلني أكتب عشرات المقالات، لكنني أدرك خفايا العراقيل والقيود التي تكبله، وهو ليس أفضل شركات الطيران، لكنه أيضا ليس أسوأها، رغم أن شركات الطيران الأخرى تعمل بمعايير تجارية كاملة كناقل دولي، بينما الخطوط السعودية مكبلة بقيود تحمل فارق تكلفة النقل الداخلي، ولو أخذنا بالقياس الشخصي الفردي فإن في جعبتي الكثير من الانتقادات لأشهر شركات الطيران، لكنني أبقيها تحت سقف الموضوعية كقياس خاص لا يمتلك عناصر القياس العام، فالقطرية أضاعت حقيبتي ولم تعتذر حتى أو تعوض عن خسائر رحلتي، والبريطانية سلمتني حقيبة ثمينة محطمة وعوضت عنها بأقل من ربع قيمتها، أما طيران الإمارات فقد سرقت محتويات ثمينة من حقيبتي دون أن تنظر حتى في تحمل المسؤولية، ورغم ذلك لم أعتبر تجاربي الشخصية قياسا لإدانتها!

مشكلة خطوطنا الأزلية أنها تكبل بالمعايير الوطنية في المسؤولية، وفي نفس الوقت تطالب بالمعايير التجارية في الأداء!.

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *