البارحة قلبي من الهم ما “مات”!!

على هذه »الشيلة«، التي شد بها الشاعر/ »جهز الشلاحي«، ما زال يوتيوب يعرض مقاطع هي حديث الشارع السعودي منذ أسبوع، لا سيما شريحة (أبو فنيلة وسروال)! ورغم أنها لم تكن المقاطع الساخرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، إلا أنها تقدم مواهب نادرة في التأليف، والإخراج، والتمثيل، لشباب في عمر «الولدنة»!

وفي برنامج (يا هلا خليجية مع خالد العقيلي) أعرب الشاعر عن دهشته؛ حيث «تنهد» شيلته بقلب عاشق (صدره يفوحِ) كما يقول، ولم يتوقع أن يستثمرها هؤلاء »المجانين« في السخرية من واقعهم من باب: »شر البلية ما يضحك«! تطبيقاً للمبدأ النفسي الفلسفي: »اسخر من المشكلة وأنت فيها تنتصر عليها«!!

أما الشاعر والناقد والمفكر القدير/ »صالح الشادي«، فقد وضع »عين الصقر« على سر تأثيرها، وعمق دلالتها بقول »جهز«: »…قلبي من الهم..« وليس: »جفني« مثلاً!

وأما سيناريو المقاطع الرائعة؛ فقد بُني على الشطر الثاني: »همٍّ يجي والهم الآخر يروحِ«! حيث يبدأ مشهد من يمين الكادر، ويأتي الآخر من يسار الكادر! ويبدو أن هذه »الشيلة« ستحل محل (عن يا ليل ما اطولك)، التي ظلَّت »البيروقراطية« تجبر »المواااطٍ« على ترديدها، كلما راجع إحدى »قلاعها« العتيدة!

ولكن الغريب الغراب أن يدين بعض الزملاء هذه المقاطع؛ لأنها ـ في نظرهم ـ تسيء للوطن، وتقدم «السعوديين» بهذه التفاهة، والسطحية في تناول حياتهم الصعبة!

وهذا قد يصدق بحق »الأشياء« التي يغدق عليها التلفزيون الرسمي ملايين الريالات، ويستغرق »الممطرسون« إياها عاماً كاملاً في ولادتها، من (طاش ما طاش) إلى (كلام الناس) مروراً بـ(سكتم بكتم)!

ولكن كيف يصدق بحق مشاهد عفوية، يقوم بها شبابٌ لا يملكون غير الموهبة، ويفتقرون إلى أبسط أدوات الإخراج والإنتاج؟ ثم يضطرون إلى وسائط »التفاصل« الاجتماعي، فاقدين »السقف« القانوني الذي يحمي حقوقهم الفكرية! وغداً »يلطش« بعض المنتجين »الرسميين« هذه الأفكار، أمام عيون أصحابها الأصليين، وخلِّ تلك »الوسائط« تنفعهم!!

هذه المقاطع »صرخة بلا فم« (كما يقول بدر بن عبدالمحسن) تلفت »ضمائرنا« إلى هذه الطاقات الهائلة؛ لاحتوائها وتشجيعها وتعليمها في الهواء الطلق، قبل أن تنتحر في حفلات »التفحيط«، أو نفاجأ بها وقد بايعت الخليفة (أبو الساعة اللماعة)!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *