“شبوك” وزارة الإسكان!

كل يوم نسمع كلمة “قريباً” بالنبرة ذاتها والصوت، ولا تأتي “قريباً” هذه بشيء إلا “قريباً” أخرى..!

وقريباً سيعتقد الناس أن “قريباً” من أملاك وزارة الإسكان؛ لكثرة ارتباطها بتصريحات الوزارة ومسؤوليها، لكن “قريباً” وزارة الإسكان ليست كأي “قريباً” فهي “إلى أجل غير مسمى”..!

مشكلة وزارة الإسكان أنها ضيعت عمرها وعمر المواطن في “أحلام” و”أوهام” امتدت لثلاث سنوات وفي الأخير استيقظت “الوزارة” من حلمها، لكنها تخجل من التصريح بأن تصريحاتهم كانت “أحلام غير سعيدة”، لكن المواطن اكتشف ذلك واقتنع به، إلى درجة أن تصريحات وبيانات وزارة الإسكان لم تعد ذات أهمية، بينما “الإسكان” أهم قضايا الإنسان..!

أمس قالت وزارة الإسكان “قريباً”، وقبل أيام قالتها، وقبل 8 أشهر قالتها، وقبل عام قالتها… إلخ، والنتيجة “خيبة أمل” المواطن بوزارة منحتها الدولة ميزانية ضخمة قادرة على حل أي أزمة بأيام، ونحن الآن على أبواب ميزانية جديدة إذا لم تُتدارك ستذهب مع الريح كما ذهبت قبلها ميزانيات..!

تسلمت وزارة الإسكان المخططات منذ ثلاث سنوات فتوقفت تلك المخططات حتى اليوم وارتفعت أسعار الأراضي، وأصبح الحصول على أرض لبناء مسكن بقرض الصندوق العقاري أزمة كبيرة، وأصبحت 30% من قيمة القرض تذهب لشراء الأرض، بينما وزارة الإسكان تنام على “المخططات” التي أخذتها من البلديات.. إذاً من الذي تسبب بأزمة الأراضي غير وزارة الإسكان؟

بكل صدق.. المخططات التي بحوزة وزارة الإسكان لا تختلف عن الأراضي التي بحوزة “الشبوك”؛ لكلها تسبب أزمة للبلد..!
تخيل عزيزي مسؤول وزارة الإسكان.. لو أنكم وزعتم الـ 250 مليار ريال التي اعتمدت لبناء 500 ألف وحدة سكنية، على المستحقين للسكان كقروض عقارية مثلما كان ولا زال الصندوق العقاري يفعل.. فيقوم كل مواطن ببناء مسكنه حسب احتياجاته وذوقه.. لو فعلتم ذلك لما كان عليكم من العمل إلا توزيع الأراضي البيضاء وجدولة المقترضين، وستنجزون بناء 500 ألف وحدة سكنية بأسرع وقت وستقضون على طابور القروض السكنية وعلى أزمة السكن..!

(بين قوسين)

أزمات السكن كثيرة.. منها قيام صندوق التنمية العقاري، بإدراج أسماء المتعثرين بالسداد في “سمة” لتوقف تعاملاتهم المالية، دون إبلاغهم ودون مطالبتهم بالسداد..!

أحياناً تشعر أن الصندوق لا يرد مستحقاته المتأخرة، بل يريد أن ينتقم من المواطن، ودخول “سمة” سهل لكن الخروج منها أزمة.

فواز عزيز

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *