تشويه سمعة ناشطة !

يحدث كثيرا أن يختلف الناس في الرأي، يتجادلون، يتخاصمون، يصل صراخهم إلى أبعد مكان في العالم، ولكن ثمة حدود دائما لكل خلاف في وجهات النظر، وما نشاهده اليوم على ساحات التواصل الاجتماعي من هجوم بذيء على مختلف الأسماء التي قد تكون مثيرة للجدل هو أمر مؤسف حقا، والمؤسف أكثر أن هذه البذاءات تزداد قبحا حين يكون الطرف المستهدف امرأة.. وهكذا يستسهل البعض إيذاء الأعراض بذريعة حفظ الأعراض!.

يظن البعض أن هذه هي الطريقة الأسهل لكسر إرادة الأنثى في مجتمع محافظ، الضغط على وتر السمعة الشخصية هو في ظنهم أسهل طريقة لقمع المرأة التي تتعاطى شأنا عاما بدلا من استنزاف العقل المعلق عبر مقارعتها الحجة بالحجة، وهكذا يلجأ ضعيف الحجة إلى حيلته القديمة البائسة المتمثلة في شخصنة النقاش وتوجيه الإساءات الشخصية إلى الطرف الآخر وترويج الإشاعات حوله دون وضع أي اعتبار لأثر ذلك عليه وعلى أسرته، ولكنها ظنون خائبة بالطبع.. لأن هذه البذاءات المتطايرة عبر شبكة الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون مؤذية في بداية الأمر، ولكنها مع مرور الوقت تزيد من تم استهدافه بها قوة، وتزيد من أطلقها ضعفا، حيث تطير هذه البذاءات بين الناس، ثم ترتد على أصحابها فتكشف عن قبحهم وعدوانيتهم وصبيانية تعاطيهم مع القضايا العامة.

لا شك أن اللجوء إلى القضاء لمطاردة أصحاب هذه الإساءات هو الحل الوحيد المتاح أمام المستهدفات بهذه الإساءات المؤسفة، هؤلاء غالبا ما يجدن أن التجاهل هو العلاج الأمثل لصد هذه التفاهات وتحجيمها ومحاصرتها كي تبقى حبيسة العقل الضيق الذي صدرت عنه.

في كل الأحوال، ما يسطره البعض على شبكات التواصل الاجتماعي من إساءات شخصية مباشرة تجاه عدد من الناشطات أو الإعلاميات التي قد يختلف معهن في الرأي أو في طريقة التعاطي مع القضايا العامة أو في أي شيء آخر يكشف عن علة مزمنة يعاني منها المجتمع، ولن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.. وتتمثل أعراض هذه العلة في أنه يعتبر من يخالفه في الرأي حول قضية عامة عدوا شخصيا يحق له أن يستخدم كل وسيلة لإيذائه حتى لو دفعه ذلك للتخلي عن أخلاقه.. إنه ــ باختصار سريالي ــ يخوض حربا غير أخلاقية للدفاع عن الأخلاق!.

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *