أيها الإعلام : قبل أن يتوقف قلب “النفيعي”

لن أتحدث هنا عن قيمة الشاعر والإعلامي محمد النفيعي في مجال الشعر، بوصفه واحدا من أهم رموز القصيدة العامية الحديثة على مستوى الخليج، ولكني سأتحدث عن قيمته الإعلامية البارزة هي الأخرى.

أضاع محمد النفيعي ما يقارب ٢٠ عاماً في خدمة إعلام وطنه حاملاً مشعلي: الوعي والإنسانية، الوعي من خلال صفحاته الشعرية التي أشرف عليها في صحف عدة من صحف بلاده، والإنسانية من خلال صفحات عدة أيضاً أشرف عليها، وكان يطرح من خلالها كل ما يتعلق بالشأن المحلي، من هموم الناس إلى احتياجاتهم إلى كل ما يتعلق بحياتهم، ومنها حالاتهم المرضية الصعبة ناقلاً بضمير الإعلامي كل ما يعانيه البسطاء، إلى أعين المسؤولين في وطنه، وهو الآن مريض، والإعلام عن مرضه يشيح البصر، يا للمفارقة الحزينة.

نحن لا نريد الآن من إعلامنا أن ينصف تجربة النفيعي الإعلامية، فقد تعودنا أنه إعلام لا ينصف تجارب مبدعيه إلا بعد أن يتأكد من دفنهم لتبدأ مراسم التكريم، ولكننا نريد من إعلامنا الاهتمام بحالة النفيعي المرضية وبقلبه الذي لا تعمل من وظائفه سوى ما نسبته ٦٪، في انتظار أن يجد هذا الإعلامي المهني البارز من يتبرع له بقلب من خارج وطنه كما تفيد آخر تقاريره الطبية.

نريد من الصحف التي أضاع فيها النفيعي نصف عمره، أن تتناول حالته، ومن المؤسسات الإعلامية التي أضاع فيها نصف عمره أن يكون لها دور في علاجه ومتابعة حالته، قبل أن يتوقف قلبه عن النبض لتبدأ مراسم التكريم المعتادة.

عبدالمجيد الزهراني

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *