المناديل أهم من فتحات تصريف جائعة!

وزارة البلديات حريصة على صحتنا، إلى درجة من الدقة لا تخطر على البال، الحرص وصل إلى المناديل الورقية التي توزّع «دعائياً» في بعض محطات الوقود، إذ اطلعت على تعميم لأمين مدينة الرياض مبني على خطاب لوكيل الوزارة للشؤون الفنية، ينبه فيه وكلاء الأمانة إلى «ظاهرة توزيع المناديل في المحطات، وما تشكله من خطر على صحة العملاء، لتشبع المناديل بأبخرة الوقود».

أعجبتني كلمة «العملاء»، ولتعرف سبب ورود هذه الكلمة في تعميم من جهة حكومية تتحدث في العادة عن «المواطنين» لا بد أن تبحث في أصل المعاملة!

أساس الشكوى أو التنبيه صادر عن مجلس الغرف التجارية السعودي كما ورد في الخطاب، ولا يُذكر في تاريخ المجلس اهتمام مشهود بصحتنا ولا سلامتنا، لم نسمع له صوتاً ضد الغش الذي يمارس من عدد لا يحصى من منسوبي غرف المجلس التجارية في السلع والخدمات. هذا التعميم يصلح لإجراء دراسة صغيرة، تبحث فيمن يوجه الجهات الحكومية؟ ولماذا؟

في الظاهر صحة «العملاء» هي الهم الشاغل، وفي الباطن يمكن استشراف أن في المسألة منافسة مناديل ضد مناديل! مناديل متشبعة، ومناديل لم ..«تشبع».

لماذا نخمن ذلك؟ لأننا لا نذكر لمجلس الغرف تحركاً يذكر ضد موجات الإضرار بـ«العملاء» في الصحة والسلامة، ولن أتحدث عن غلاء الأسعار وخدمة ما بعد «بيع العميل»، مع أنهم «عملاء كويسين»، شكاواهم محدودة، وقد استكانوا لسطوة الغرف ونفاذها داخل الجهاز الحكومي.

أما البلديات التي اهتمت بهذا الأمر، وجرى تعميمه على أماناتها، فالواجب أن تلتفت لكل مصادر التلوث، أقلها غبار أعمال المقاولين، وتلويث معداتهم للأحياء التي تحولت بعض جنباتها إلى ورش تغيير زيوت، هذا أهم من منديل في محطة، أما الأكثر أهمية فهو أن تقفل فتحات التصريف المكشوفة وتعيد تأهيلها، ما الذي يمنعها من ذلك، أم أن الفتحات المكشوفة لم «تتشبع» بعد؟

عبدالعزيز السويد

نقلا عن “الحياة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *