لو “شورت سباحة”!

تخيل أنك توجهت إلى جهاز الصراف الآلي وطلبت مبلغا من المال، وبعدما سحبت المبلغ، تأتيك رسالة صوتية من داخل الجهاز بأن البنك يقدم لك هدية، باستطاعتك أن تستلمها حالا، ثم ينفتح باب صغير في الجهاز وتجد فيه هدية. تذاكر لحضور مباراة، أو “فانيلة” فريقك المفضل، أو غيرها ممن “خف وزنه وغلا ثمنه”!

هذا الخيال الجميل تحول إلى حقيقة في أحد البنوك العالمية، حينما فاجأ البنك عملاءه بتقديم هدايا متنوعة لهم!

الأخ والكاتب الرياضي المعروف “محمد البكيري” ـ رئيس تحرير صحيفة النادي ـ بعث لنا بمقطع فيديو يصور هذه العملية الجميلة، وبذكائه المعهود ترك المقطع دون تعليق، يقينا منه ـ فيما يبدو ـ أن ما تشاهده صادم، ويتجاوز مساحة التعليق!

أعرف أن البنوك ليست جمعيات خيرية.. بل مؤسسات رأسمالية بحتة، تعكف على جمع الأموال بأي طريق وطريقة.. حتى في اجتماع مجالس إداراتها ينصب التفكير في محضر الاجتماع حول الخطط العملية والأهداف الاستراتيجية التي “تحلب” للبنك أكبر كمية من الأموال!

الذي يجعل المراقبين في الداخل يحترقون هو أن بنوكنا المحلية تتوافر لها ميزة نادرة قد لا تكون موجودة بهذا الحجم في أي دولة في العالم. في السعودية يتورع ملايين العملاء عن أخذ فوائد على أموالهم المودعة. أي أن الفوائد التشغيلية تذهب لخزينة البنك. ألا يدفع ذلك مجالس إدارات البنوك المحلية للإحساس بـ”شوية خجل” وتقديم شيء لهذا المواطن. حتى لو “شورت سباحة”!

مرة أخرى: أعضاء مجالس إدارات هذه البنوك هم سعوديون، أسماؤهم معروفة، ومن عائلات معروفة. منا وفينا. وهذا الوطن لنا ولهم. من حقنا أن نسألهم ـ كمواطنين وليس كرؤساء مجالس إدارات فقط ـ ماذا قدمتم لنا؟!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *