أيها المبتعث.. تمهل!

لن أدخل في حمى الشد والجذب التي تظهر مع كل حدث يخص الابتعاث والمبتعثين، ولكني سأوجه خطاباً مباشراً لثروات نراهن عليها يتجاوز عددها 150 ألف شاب وشابة، موزعة على أكثر من 30 دولة من دول العالم، وتسعى حسب أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للابتعاث الخارجي إلى تنمية بلدها بالعودة لبناء سوق العمل المحلي بفكرها المؤهل، والرقي بمجتمعها من خلال تمكنها من العلوم الحديثة في المؤسسات التعليمية المتميزة عالميًّا، وتعزيز التواصل الثقافي مع الحضارات المختلفة بالتعريف بثقافتنا وقيمنا التي نُفاخر بها، والعالم -كما رأى كل مبتعث- بأمس الحاجة إليها!

الأهم من كل شيء! أننا لا نريد أن نفقد هذه الثروات! فالحوادث التي نُفجع بها بين فترة وأخرى على الرغم من قلتها هي خطيرة ومؤلمة، ولذلك نحتاج أن نقول لأبنائنا وبناتنا المبتعثين ضعوا على رأس أولوياتكم المحافظة على حياتكم وعقولكم فنحن بأمس الحاجة لكم ولها!

ولذلك ليت كل مبتعث يركز على الهدف الأساس من سفره وبعده عن الأهل والوطن ببناء نفسه علمياً وتسطير اسمه واسم وطنه بفخر في البلد الذي سافر إليه، فما تنقله بعض مقاطع الفيديو من ممارسات هزلية يقوم بها بعض أبنائنا المبتعثين في قاعاتهم الدراسية مؤلم ودليل على قلة الوعي، فهؤلاء المتفرجون والضاحكون من الزملاء والأساتذة لن تقدم لهم هذه الممارسات من طالب جامعي قطع آلاف الكيلومترات لطلب العلم إلا صورة سيئة عنه وعن بلده حتى ولو أظهروا عكس ذلك!

أيضاً يجب أن يدرك المبتعث على الدوام أنه ليس في بلده، وبذلك فهو الحلقة الأضعف في كل تواصل، ولذلك يجب ألا يخاطر ويتساهل في خروجه وبناء علاقاته وكأنه في المملكة العربية السعودية!

كنت قد ناديت في مقال سابق بتطبيق استراتيجية (إنتما) في برنامج الابتعاث، والتي تقوم على (الانتقاء والتوعية والمتابعة والاستعداد) وما زلت أنادي بها فنحن بأمس الحاجة لأن نحافظ على أهداف هذا البرنامج الراقية.

واختصر للمبتعث العزيز كل ما سبق، بوصية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.. احفظ الله يحفظك! احفظ الله تجده تجاهك!

شلاش الضبعان

نقلا عن “اليوم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *