صحافتنا تخاطب وحش الطائفية!

نزفت صحافتنا عشرات المقالات تتحدث “عن” و”إلى” وحش الطائفية بصورة توضح الواضح وبمخاطبتها هذا الوحش تعترف به وترسخ خطره وقوته، وتضخمها لا إراديا بدلا من توجيه الحديث عن الحقيقة وهي أن الطائفيين بيننا يمثلون أقلية لا تستحق قيمة الحبر المسكوب على الورق، وتضخيم خطرهم لن يؤدي إلى استئصال الطائفية من منطقتنا.

“حادثة الدالوة” رسائل التعايش التي تحولت وثائق وطنية للتاريخ، فرصة لتجديد المبايعة الوطنية لوطن منح الكثير، ومما أبهرني وأفرزته تداعيات هذه الحادثة من معلومات ما ورد في تصريح لرئيس “دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف” الشيخ وجيه الأوجامي يقول: قبل 4 أعوام كانت دائرة الأوقاف لا تخبر “وزارة العدل” بما يجري فيها من قضايا وفعاليات وخلافه، تحت زعم أن الدائرة تريد أن تكون لها (شخصيتها المستقلة)، وعززنا التواصل بين الدائرة والوزارة، وفتحنا كل ملفاتنا أمامها باعتبارها جهة عليا تشرف علينا، وأصبحنا نستشير على الدوام مدير فرع الوزارة في المنطقة الشرقية الشيخ سالم الشامي في كثير من الأمور، مما عزز تكاملية العمل وسرعة البت في المراجعات، إنني أريد للدائرة أن تكون همزة وصل بين المواطن وولاة الأمر في إيصال صوته إليهم، وتعزز ذلك معي منذ تولي الأمور في الدائرة، والمراجعون من المواطنين يطلبون مني إيصال مطالبهم إلى ولاة الأمر، وهناك نساء يسلمن الدائرة طلبات، ويطلبن إيصالها إلى ولاة الأمر، وقد نجحنا في حل الكثير من المشكلات، والمساهمة في هداية بعض أفراد الفئة الضالة ومناصحتهم، والعمل على الإفراج عنهم، بعد التأكد من رجوعهم إلى جادة الصواب. انتهى.

بحت أصواتنا نؤكد: الوطن زاخر بالكثير فشل إعلامنا “حكوميا وخاصا ونخبا” في إبرازه مما ترك ثقوبا وثغرات تستقر فيها جذور الفتنة المنتنة.

وإذا كان أبناء الطائفة الشيعية في تصريحاتهم للصحافة يبرزون تجربتهم الشخصية في التعايش مع أهل السنة بتآخ وسلام وصولا إلى اتخاذ البعض “قرار ومبادرة منه للتواصل مع الدوائر الحكومية أو الاستقلال عنها رغم كونها مرجعيته” فمن يشتكي هل شكواه خارج حدود الوطنية ويطالب بحقوقه لأنه شيعي أو لأنه سعودي..؟ إذا كان لأنه سعودي فعلى الصحافة التوقف عن توجيه خطابها إلى “وحش الطائفية”. وإذا كان يطالب بها لأنه شيعي فقد قدمت أرواح وجهود أبناء الوطن من منطلقات وطنية ويجب معالجة أي شذوذ واستثناء عن السقف الوطني. التنمية تشمل الجميع والقصور يتأثر الجميع به لأنهم مواطنون وليس وفقا لانتمائهم الطائفي.

أسماء المحمد

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *