ثغرات عقلية.. وإلكترونية

إذا كنا حقا نحث الشباب على الإبداع والعمل، وعدم الركن إلى “قاعة البطالة” بحثا عن وظيفة حكومية بلا عمل، فلماذا لا نبحث عن “المبدعين” وندعمهم، منها نكسبهم، ومنها نُجند إبداعهم لخدمة الوطن؟

دائما نرى إبداعا لكننا لا نراه بعين الإبداع، بل نراه بعين “التخريب”، وأقصد هنا هواة “الحروب الإلكترونية” واختراق المواقع ممن يسمون بـ”الهكرز”!

أعتقد أن “الهكرز” مبدعون لكنهم ضلوا الطريق الصحيح، فكان إبداعهم في التخريب، سواء بدافع سيئ أو بحسن نية وجهل، أو بلا أي هدف أو تخطيط سوى الفراغ والاستعراض..!

“الهكرز” كانت لهم بصمة في المشهد السعودي بأيدي شباب سعوديين لم تكشف هويتهم، فكان منهم من يلفت نظر “الشارع السعودي” كله إلى “شيء ما” وهو يتلاعب بـ”كيبورد” اللابتوب في الاستراحة، ولهم فوائد كثيرة حتى لو كانوا “مخربين” فرب ضارة نافعة، منها كشف ضعف القدرات الإكترونية في “بعض” مؤسسات الدولة التي تخترق مواقعها أو حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بيسر، وقد حدث ذلك مؤخرا مع جهات حكومية عدة.
وربما من فوائد أعمال “الهكرز” أن هذا وذاك المسؤول تعرف على “الثغرات” في عمله.

خلال 8 أعوام تعرضت موقع إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية لـ8 عمليات اختراق، ومع ذلك يقول مدير إدارة التربية والتعليم بالشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، إن عملية الاختراق التي تعرض لها موقع إدارته مؤخرا ليست حدثا دائما أو متكررا، وأنها تحدث بشكل نادر، وأن القائمين على الموقع تعاملوا في الحال مع عملية الاختراق وسد الثغرات بشكل مناسب.

ما سبق كان كلام مدير التعليم، وأعتقد أنه صادق فكل “سنة مرة” و8 مرات تعني شيئا نادرا! ربما نحتاج تحديث قواميس “مصطلحات” المسؤولين.

وهناك كلام “الهكر” الذي ترك رسالة على موقع الإدارة لساعات، أشار فيها أنه قام بهذا العمل من أجل التعبير عن غضبه من الاختبار التحصيلي الذي دمر أحلامه بعد سنوات من الدراسة، وختم رسالته بأن جميع المواقع الحكومية سهلة الاختراق، وعرض خدماته بالمجان لحماية المواقع الحكومية بدافع وطني.

(بين قوسين)

بالفكر والذكاء نستطيع تحويل مسار المبدع “العابث” ليكون مبدعا “ناجحا” فيستفيد ويُفيد.. وبالغباء والتجهيل نستطيع استعداء هذا المبدع أكثر؛ ليزداد في “عبثه”.

فواز عزيز

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *