ورقيةٌ (أُذُنُك يا جُحا) أم إلكترونية؟

يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين نظمت (جامعة الملك فيصل بالأحساء): «الملتقى الأول للصحف الإلكترونية في المملكة»، وكان العنوان الأعرض للملتقى (التحديات والتطلعات) سبباً في ارتياح أستاذنا الدكتور/ «عثمان الصيني»؛ حيث استهل ورقته قائلاً: «أخيراً تخلصنا من العنوان الذي ظل يلاحقنا طويلاً (الصحف الإلكترونية تقضي على الصحف الورقية) وكأننا في (ديربي) لا يقبل القسمة على اثنين»!

وخلص الدكتور «عثمان»، وهو (لمن لا يعرف من الشباب) أحد أهم النقاد الثقافيين، ورائد من رواد الحداثة في المملكة، إلى أننا في حراكٍ طبيعي متاح لجميع الوسائل، وضرب مثلاً بالإذاعة التي اعتقد الكثيرون أنها انقرضت، وإذا بها تعود أقوى مما كانت مع تقنية الـ(fm)!

أما «الأخخخ/ أنا» فقد كان ضيف أمسية «طائفية» (2012) نظمها النادي الأدبي بالطائف، واستهلَّها بقوله: «من يسمع التبشير بالزمن الإلكتروني يعتقد أن لدينا صحفاً ورقية (ينخاف) عليها! إن لسان الحال (في بيئة غير محترفة) هو اللحن «الوهابي»: (هوَّه افتكرني عشان ينساني)؟

ما الذي أحدثته الصحف الإلكترونية من تغيير؟ وما الفرق بين الورق والشاشة إذا كان المضمون واحداً؟ والأخطر: إذا كان الفكر (الهاوي) الذي ما زال يحرِّك المطبوعات الورقية منذ (60) عاماً هو نفسه المحرِّك للصحف الإلكترونية؟ صُبَّها احقنها؛ لتجد نفسك في النهاية أمام أذن الزميل «جحا» وقد صارت (وَرَقْرُونِيَّة)!

وفي ورقة أخرى أشاد الزميل/ «مطلق البقمي» (رئيس تحرير صحيفة (مال) الإلكترونية) بنظام المؤسسات الصحفية الذي اعتمدته وزارة الوزير (التكنوقراط)/ «جميل الحجيلان» منتصف الستينات الميلادية ليحل محل صحافة «الأفراد»! وهو ما استفزَّ الزميل «عبدالعزيز قاسم» الذي يرى أن هذا النظام بات بالياً لا ينسجم مع متطلبات المرحلة سريعة التحول!

وكلا الزميلين على حق: فالنظام رائع (كما يرى مطلق) لو طُبِّق على الواقع كما هو على الورق (المطبوع بآلة كاتبة قديمة)! ولكنه فُرِّغ من محتواه، والبركة في بعض أعضاء هيئة الصحفيين (التي لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر)! وها هي الصحف تصدر باسم (مؤسسات)، لكن المتحكم فيها شخص واحد هو (رئيس التحرير)!! فأصبح لزاماً (كما يرى قاسم) إلغاؤه، وإعداد نظام جديد لمرحلة جديدة!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *