مطلوب “ناسخ آلة”!

اعترافك بالمشكلة أمام الناس يكشف عن أمرين: الأول شجاعتك وثقتك بقدراتك.. والأمر الآخر إدراكك أن محاولتك للتضليل على الرأي العام وإنكارك للمشكلة أو التقليل من آثارها لن يحل المشكلة بل يعقدها أكثر، وربما تكون أنت أحد ضحاياها.. تماما كما حدث لأحد السفراء قبل ثلاث سنوات!

يقول نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر – وهو مسؤول يستحق التقدير والاحترام لأنه رجل موضوعي شفاف – إننا تأخرنا في إيلاء الإعلام الإلكتروني الاهتمام والرعاية والدراسة، وكان علينا بذل الجهود منذ وقت مبكر، وبالذات بعد أن فرض الإعلام الإلكتروني واقعا إعلاميا واتصاليا جديدا في المملكة، وشكل تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية في ضوء تقنيات متسارعة ومتلاحقة تعددت أشكالها واستخداماتها..

وأقول للدكتور عبدالله: حتى هذا الاعتراف المهم جاء متأخرا عشر سنوات كاملة.. الإعلام الجديد بقنواته ووسائطه المختلفة تسيّد المشهد تماما.. الذي يقول بغير ذلك يعيش في عزلة عن العالم.. ولأنكم حصرتم التأخر في ثلاثة محاور “الاهتمام والرعاية والدراسة”، أقول لك إن الاهتمام موجود حتى لدى رجل الشارع، والرعاية “مقدور عليها”، ولا حاجة للدراسة.. فما العائق إذن نحو اللحاق بالعالم؟!

اللافت في السياق ذاته أن غالبية مؤسسات الحكومة – التي يتعامل معها الدكتور عبدالله يوميا – تجهل هذا المأزق حتى الآن.. والمثير للشفقة زحفها السلحفائي نحو هذا التحول التقني.. لا تستغرب إن قرأت عن مناقصة لشراء مجموعة “فاكسات”، أو الحاجة لـ”ناسخ آلة”!

الأمر يتجاوز القناعة إلى الرفض.. هناك من يرفض الانتقال نحو التقنية الحديثة.. هناك من يتوجس خيفة من كل جديد، هناك من يحاربها بطرق غير مباشرة.. فكيف ننتظر من هؤلاء القناعة بـ”الإعلام الجديد” يا دكتور عبدالله؟!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *