بأمر القضاء.. إجبار جوجل على تفكيك إمبراطورية الإعلانات

في خطوة تاريخية تهز عرش عمالقة التكنولوجيا، قضت محكمة أمريكية بإجبار شركة “جوجل”، التابعة لمجموعة “ألفابت”، على بيع اثنين من أبرز أدواتها في سوق الإعلانات الرقمية، وذلك بعد أن ثبت تورطها في ممارسات احتكارية غير قانونية.

ووفقاً لما أعلنته وزارة العدل الأمريكية، فإن القرار القضائي ينص على أن “جوجل” يجب أن تتخلى فورًا عن منصة تبادل الإعلانات AdX، على أن يلي ذلك بيع تدريجي لخدمة خادم إعلانات الناشرين، وهي الأداة المسؤولة عن إدارة الإعلانات على المواقع الإلكترونية.

بيع الأذرع الإعلانية لـ “جوجل”.. ضرورة قانونية

في مستند قضائي قدّمته الوزارة، اعتُبر تفكيك هذه الخدمات بمثابة “حل ضروري لإنهاء الاحتكار غير القانوني”، مضيفة أن “جوجل” استحوذت على هذه المنتجات بشكل منحها أفضلية غير عادلة في السوق، وأعطتها أدوات استراتيجية لتعزيز هيمنتها.

“جوجل” لم تُصدر تعليقاً فورياً، لكنها قدمت مذكرة قانونية مساء الاثنين تقترح فيها حلًا بديلًا يقوم على السماح للتقنيات المنافسة بالعمل بسلاسة مع منصتها الإعلانية، مع تعيين مراقب مستقل لمدة ثلاث سنوات لضمان الالتزام.

خلفية النزاع.. حملة مستمرة منذ 2023

يأتي هذا التطور ضمن سلسلة من المعارك القضائية التي تخوضها الحكومة الأمريكية ضد “جوجل” منذ عام 2023، حين رفعت أول دعوى بتهمة الاحتكار، مطالبة آنذاك بتفكيك بعض الخدمات الإعلانية التابعة لها.

وفي قضية منفصلة لا تقل سخونة، تحاول وزارة العدل إجبار “ألفابت” على بيع متصفح كروم الشهير، بدعوى احتكارها غير القانوني لسوق البحث عبر الإنترنت.

كيف تعمل أدوات “جوجل” الإعلانية؟

• خادم إعلانات الناشرين: أداة تُستخدم لإدارة إعلانات المواقع الإلكترونية، عبر تتبع العروض، الأسعار، والمبيعات.

• منصة AdX: تدير المزادات الإعلانية الرقمية التي تربط بين الناشرين والمعلنين، وتُعد الأضخم عالميًا.

التهم: تفضيل الذات على المنافسين

اتهمت الجهات التنظيمية “جوجل” بأنها منحت أدواتها الإعلانية ميزات خاصة، ووفّرت وصولاً حصريًا لخدماتها، في محاولة لدفع الناشرين والمعلنين لاستخدام منصاتها فقط.

القاضية ليوني برينكيما، من محكمة المقاطعة الفيدرالية في فيرجينيا، حددت جلسة استماع في سبتمبر المقبل للنظر في المقترحات المقدمة من الطرفين، بعد أن قضت الشهر الماضي بأن “جوجل” انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار في سوقي تبادل الإعلانات وخوادم النشر.