“خوش” مكالمة من مستشفى!

أعلم أن وزارة الصحة تعكف منذ سنة على وضع الترتيبات والتنظيمات والآليات الخاصة بتحويل مبادرة: “المريض أولا” من شعار إلى تطبيق، وأعلم أن الجهة الاستشارية التي تعمل مع الوزارة أوصت بأن يبدأ تطبيق المبادرة أولا في منطقة واحدة من مناطق المملكة، على أن يوضع فيما بعد برنامج تدريجي لا يتجاوز سنتين لتعميمها على بقية المناطق، كما أعلم أن معالي نائب الوزير الدكتور محمد خشيم استحسن الفكرة مقترحا أن تبدأ في مدينة الملك سعود الطبية (الشميسي سابقا).

وفي ظني أن عزم الوزارة وجديتها في الاهتمام بالمريض من خلال حملة تستهدف العاملين في المسشفيات، بدءا من الأطباء الإستشاريين، وانتهاء بعمال النظافة الذين يرتادون غرف المرضى، أمر في غاية الأهمية ويستحق الإشادة والدعم خاصة وأن الحملة داخلية وبعيدة عن وسائل الإعلام.

أقول ما سبق لأعلق على مكالمة جاءتني من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، فقبل عدة أسابيع دخلت المستشفى وبت في السرير يومين جراء آلام في الظهر، ثم ترددت على المستشفى بهدف المتابعة والعلاج الطبيعي، وقد وجدت في المستشفى خلال مكوثي فيه وخلال تلك المراجعات ما يستحق أن ألفت نظر القائمين على تحويل مبادرة: “المريض أولا” من شعار إلى تطبيق إلى الاستفادة من تجربة هذا المستشفى في كيفية التعامل مع المريض واحترامه وإعطائه حقوقه بالكامل، كما أن المستشفى فضلا عن أنه متقدم جدا في استخدام وسائل الإعلام الجديد في التواصل مع المرضى بما يتعلق ببرامج علاجهم ومراجعاتهم الطبية، فإنه أيضا وظف هذه الوسائل في التواصل إنسانيا مع مرضاه، فما أجمل أن تأتيك رسالة من المستشفى الذي تعالج فيه تهنئك بالعيد مثلا.

الأجمل من كل ذلك أن اتصالا جاء لي من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام يطلب مني الإجابة على 3 أسئلة فقط، وقالت المتصلة إنها مهمة للمستشفى، وبالفعل حينما طرحتها أدركت أنها مهمة، والأهم من ذلك أنها كلها تصب في مصلحة المريض ولا غير المريض ولهذا حينما أدركت أن المستشفى بتواصله هذا جاد في البحث عن الإجابة الصحيحة لم أتمكن من مجاملتهم في الإجابة عن أحد الأسئلة، عطفا على العلاج والخدمة والتعامل الطيب الذي لقيته منهم، فقد قلت وبكل وضوح: “نعم انتظرت كثيرا في صالة الانتظار إلى أن دخلت على الطبيب وفي كل المرات وكانت فترات الانتظار طويلة وصلت حد الساعة”، إذ أدركت أنه فيما لو جاملت المستشفى عبر إجابات على وزن: “كله تمام في تمام”، فذلك يعني أنني لم أكن وفيا مع هذا المستشفى الذي أظن أنه لم يكن ليبادر في الاتصال وطرح أسئلة دقيقة وغير تقليدية إلا لأنه يعمل بشكل علمي سليم ويبحث عن التطوير المستمر عبر المراجعة والاستقصاء.

ولهذا أقترح على وزارة الصحة الاستفادة من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في تطبيق شعار المريض أولا، وبقي أن أشكر الدكتور خالد الشيباني مدير هذا المستشفى العظيم على هذا التميز.

طارق إبراهيم

نقلا عن “الوطن”

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *