داعشي .. إلا ربع !

ما إن أعلن عن مقتل أمريكي في الرياض، إلا وانبرت الأقلام الداعشية ومن في فلكها للمباركة ببدء أول عملية للتنظيم في السعودية، وبدأت تلك الأقلام تبارك وتهلل وتصنع الخيالات. البعض تحدث عن شكل القاتل ولبسه وأنه يتزيا بزي المجاهدين، والبعض الآخر بدأ يرسم طرق الهيمنة والسيطرة على أحياء في الرياض، وهناك من بدأ يعزي الليبراليين بمقتل الأمريكي، وكأن ذمة الضحية محفوظة لدى الليبراليين فقط، وليست لدى الشريعة وأسسها، والنصوص المقدسة والمحكمة فيها.

لكن بعد كل تلك الأقوال والأحاديث والأهازيج تبين أن الحادثة شخصية وظيفية بين عاملٍ ومديره، ولا تمت إلى الإرهاب بصلة، فهي ليست حادثة إرهابية، غير أنها أوضحت حماسة بعض الإرهابيين!  القصة ليست في تباريك داعش وجنودها، بل في فريقٍ آخر أكثر غموضا ومناورة إنهم «الداعشيون إلا ربع»!

قبل أيام، ونقلا عن جريدة «الحياة»، كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن 5 في المئة فقط من السعوديين (أكثر من نصف مليون مواطن) ينظرون بـ«إيجابية» إلى تنظيم (داعش) الإرهابي.

وارتكزت الدراسة، التي عرضها معهد واشنطن لشؤون سياسة الشرق الأدنى (الأربعاء) الماضي، على ثلاثة استطلاعات للرأي توفر بيانات يمكن الاستعانة بها للتوصل إلى إجابة واضحة عن مقدار الدعم الشعبي، الذي يتمتع به تنظيم «داعش» في البلدان الرئيسة المشاركة في التحالف الدولي الحالي ضده.

بغض النظر عن الرقم، بيد أنني أجزم أن «الداعشيين إلا ربع» موجودون ويتحركون ولهم أماكنهم ومحاضراتهم وندواتهم، غير أن ما يمنعهم من التصريح بالانتماء يكمن في الخوف الأمني والمصالح الاقتصادية.  كما قلنا عام 2003 أن هناك «القاعدي إلا ربع»، ففي 2014 هناك «الداعشي إلا ربع»!.

 

تركي الدخيل

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *