العوني: سعوديون تولوا “الإفتاء” مع “داعش” .. و هناك مشايخ متعاطفين معهم

الرياض ـ عناوين:

أكد عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور الشريف حاتم العوني، وجود مشايخ سعوديين متعاطفين مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال طبقا ً لصحيفة «الحياة»: «هناك مشايخ خليجيون يتعاطفون مع «داعش»، ولكن لا يمكنهم الإعلان والتصريح بذلك، وبخاصة في السعودية»، مستدلاً بـ «العدد الكبير من الشبان السعوديين الملتحقين بصفوف مقاتلي التنظيم في سورية والعراق». وتابع: «بعض الشباب المنضمين للجماعات الإرهابية خريجو كلية الشريعة، فيعملون هناك كقضاة، ومفتيين إضافة إلى مشاركتهم في القتال».

وأبدى العوني، وهو عضو سابق في مجلس الشورى، خشيته من أن «التعاون العربي والأميركي الغربي في توجيه الضربات للتنظيم، قد يكون سبباً في زيادة التعاطف معها، إذ ستردد مراجعها الشرعية أن هذه دول كافرة، تتعاون لقتل المسلمين، وما إلى ذلك، وبالتالي ربما يزداد تشوش الشباب بشكل أكبر، ويزيد التعاطف مع الحركة». وتابع: «من يعاشر الشباب وهذه التيارات يعرف أن الأمر خطر، وأن الحرب ضد التنظيم ربما تزيد من التعاطف معه».

بدوره، رأى الباحث المختص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدكتور منصور الشمري، أن مسألة خروج أسماء دينية جديدة متطرفة في العالم العربي والغربي تتعاطف مع تنظيم «داعش»، من دون الجماعات الأخرى «مسألة وقت».

وقال: «المهم حالياً هو تحجيم الأفعال، وفرض السيطرة الأمنية، وبناء جيل يؤمن بمبادئ التعايش، والعمل على الإفادة من المتخصصين، وإبعاد غيرهم عن حقل الأمن الفكري، حتى تكون هناك حلول صحيحة وعلمية غير قابلة للعاطفة والفرضيات الخاطئة». وأضاف الشمري: «داعش» تعمل بطريقة مختلفة جداً عن الكثير من الجماعات الإسلامية القتالية، وقد تتوافق معها كثيراً، مثل «بوكو حرام» في نيجيريا، وإن كان العنف تطور لدى هذه الحركة عبر مراحل عدة. بينما بدأ «داعش» العمل التطهيري الشمولي، وإعلان الخلافة الإسلامية كهدف استراتيجي له»، لافتاً إلى أن «داعش» كحركة قتالية إسلامية «تتميز عن غيرها بتحقيق الانتصارات إعلامياً، وعلى رغم وحشية أفعالها؛ كان هذا يتوافق مع جملة من ردود الأفعال الساخطة، التي كانت تميل إلى الحل المتشدد، لإنهاء الصراعات».

وأكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أن «كل حركة تخرج مستقبلاً، سيتفرع منها حركات فكرية وقتالية جديدة، تختلف في الأسلوب، وتتفق في الهدف». أما جبهة «النصرة»، فهي من وجهة نظر الشمري «تتميز بالهدوء، وهي فلسفة يتبعها تنظيم «القاعدة»، وكذلك تبحث عن نقاط مشتركة، وتحاول أن يكون انتماء عناصرها لهذه المعركة في سورية دينياً وطنياً، لهذا عندما أعلن أبو بكر البغدادي الخلافة الإسلامية، كاد الجولاني أن يعلن الخلافة الإسلامية في سورية، إلا أنه توقف بإيعاز من قادة التنظيم، وتم نفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً، والتأكيد على أن العمل في سورية يتفق مع جميع الأطراف المشاركة حول عزل النظام السوري عن السلطة فقط، والبحث عن بدائل أخرى للنهوض بالبلاد مرة أخرى».

وأشار الشمري إلى خلاف قديم بين «داعش» و»النصرة»، تطور إثر طلب زعيم الدولة الإسلامية في العراق البغدادي، دمج «النصرة» مع حركته، وهو ما رفضه الجولاني.

وقال: «إن هذا الخلاف جعل المشاركين مع «داعش» يكفرون نظراءهم في «النصرة»، والعكس، وتنفيذ عمليات اغتيال وقتال»، مشيراً إلى أن «داعش» و»النصرة» «مدرستان مختلفتان من ناحية الأسلوب والأهداف، وإن كانت الأخيرة واقعاً تتفوق كثيراً على «داعش». وأضاف الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: «إن الخلاف القائم بين الجماعات القتالية لن يكون سبباً كافياً لإيقاف التعاطف مع هذه الجماعات. ولكنه ربما سيكون مشروعاً لخلق فِرق قتالية، من خلال التمايز بين المجموعات، لذلك فالحاجة مُلحة لإيجاد حلول سريعة».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *