لماذا لا نعيش تناقضاتنا


يقال بأن هواة الرقص يتمتعون بإيجابية أكثر وحب للحياة وإقبال على الحب وطاقة دائمة ، كذلك يقال بأن البكاء يجعل جسمك يتخلص من الهرمونات التي تسبب التوتر

داخل كل منا روح شريرة شيطانية تحثه على ارتكاب الأمور السيئة في حياته كالكذب والسرقة والخيانة ….إلخ ، بالمقابل هناك داخله روح حميدة ملائكية تجره نحو الخير رغماً عن انفه تجعله يحب يسامح يرحم ….إلخ ،الرغبة بفعل الشر والخير هو شعور غريزي وفطري لا ينقص من قيمتنا شيء ولا يقلل من نظرة الإحترام التي ننظرها لأنفسنا في المرآة ، بداخلنا طفل شقي يريد التسلق فوق الأشجار تبهجه قطعة حلوى ، وبداخلنا رجل كهل عجنته السنين حتى زهد ولم يعد يغريه شيء من ملذات الدنيا ،،

قد تكون سعيداً عندما تلوث قميصك بالشوكولا كالأطفال ، عندما تتدحرج فوق التراب ، او تركض فوق الموج وتصنع قلعة رملية ثم تغرقها بالماء وتهدمها كما نحب أن نهدم كل أحلامنا لأننا نظن بأننا لا نستطيع تحقيقها ،،

نحن العديد من الأشخاص بشخص واحد ، وما علينا فعله هو إعطاء كل شخص حقه ، فحزننا يحتاج للبكاء حتى تجف الدموع دون خجل ممن أمامنا ، دون الخوف من ارتفاع صوت الشهقات المصاحبة للبكاء ، كذلك فرحنا يحتاج الضحك والقهقهة بصوت مرتفع يحتاج الإبتسام حتى يؤلمنا فكنا ، الرقص يحتاج منا بذل كل طاقتنا به حتى الإغماء ، الجنون يتوجب علينا اطلاق العنان له حتى يصل لأعلى نجمة في ليلة مقمرة ،،

بما أننا قوم ميزنا الله بالعقل ، وكرمنا بالإسلام ومنحنا مفاتيح الحزن والسعادة ، وبالتأكيد اكتشفت الإعجاز العلمي الذي يحدثه القرآن على عقلك وروحك وقلبك ، فللروحانيات أيضاً حق علينا يجب منحها إياه قبل غيرها بكثير ولعلها هي من تمنحنا حقنا أحياناً ،،

من ابسط الأمثلة عند ذهابنا لمصر لماذا يسعدنا طبق كشري وجولة في الحسين والنظر مطولاً للنيل ومن يمشي امامه من بسطاء المجتمع ، لماذا نبتسم عندما نرى بساطة الشعب المصري وخفة دمه وتأقلمه مع جميع الظروف ،، لكننا ربما نخجل من ذكر كل تلك الأمور التي تسعدنا أمام هواة الشانزليزيه وحياة البذخ ،، بالرغم من أنني اكيدة بأنهم لو فعلوا نفس الأشياء لعرفوا حقيقة السعادة التي حرموا انفسهم منها لجهلهم بما يجب عليهم فعله عند الرغبة بالفرح ،

بمنتهى البساطة التعريف الحقيقي للسعادة : كن واقعياً عش حقيقتك ، عش رغباتك ، حقق امنياتك حتى وان خرجت عن المألوف ، ابحث عن الآلية التي تجعل قلبك يضحك بها ، ارتدي جميع الوان الملابس وارقص تحت المطر ثم استرح وتنفس واستنشق رائحة الطين ، هكذا فقط ستكون سعيداً ،،

يقول ارسطو : لم يحدث أبداً ان وجد عبقري ليس به مس من جنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *