الله يرحم الحال وبس


هل أصبح حال رياضتنا والتعاطي معها بشتى الوسائل ميؤوس منها ؟ أعتقد الجواب نعم .

هل الوضع الرياضي والتعاطي معه الآن هو وضع صحي يخدم رياضتنا ؟ أعتقد الجواب لا .

هل البرامج الرياضية الآن أصبحت تقدم مادة قيمة يُستفاد منها ؟ أعتقد الجواب لا في الغالب .

هل الإعلامي الرياضي السعودي الآن أصبح يقدم قلم ولسان يُستفاد منه ؟ أعتقد الجواب لا في الغالب .


التعصب في رياضتنا قتل كل متعة شريفة ننتظرها .. أصبح من يتصدر الساحة الرياضية في بلدي يتبنون اقتراحات وأفكار معينة و يدافعون عنها في الحق والباطل وعدم قبول الواقعية أو لغة المنطق والعقل .. ومن هنا صعب أن تنجح النقاشات في حال تواجد التعصب لأنها ستصبح خلافات وليس اختلافات .


صحيح أن التعصب هو أحد أهم دعائم كرة القدم والتي تُثريها وتجعلها أكثر متعة من غيرها .. فلولا الله ثم عدم وجود المشجعين لما طمحت الاندية لتحقيق البطولات لإسعاد جماهيرها .. وكما قال بيب غوارديولا المدرب الإسباني الشهير في مباراة فريقه بايرن ميونخ الأخيرة التي لعبها بدون جمهور في روسيا ، قال : “أول مرة ألعب في حياتي وأنا مدرب مباراة بدون جمهور ولا أدري كيف سألعب لأننا في الأصل نلعب كرة القدم من أجل إمتاع الجماهير أولا” .. ومن هنا فإن الجمهور هو أساس المتعة وحبه لفريقة هو ما يُثري البرامج والصحف وقلم ولسان الإعلامي .. لكن ذاك هو التعصب المحمود الذي إن وُجد سننهض برياضتنا للأحسن .


نقاشات إعلامنا وبرامجنا دائما تكون حول التصاريح و الأحداث خارج الملعب فقط .. يكتبون حول تهكم أحد رؤساء الأندية ، أو يتكلمون عن اشتباك للاعبين حدث خارج الملعب ، أو رياضي شوهد وهو يلبس قميصا فاضحا ، أو أحدهم سافر بدون علم ناديه .. بحيث عندما تتصفح صحيفة رياضية تشعر بأنك تتصفح قسم الحوادث والوفيات والمحليات ، وبحيث تشاهد برنامجا رياضيا تشعر بأنك تشاهد اتجاه معاكس وبين أطفال أيضا !


طغت الخلافات الشخصية على لغة الحق والمنطق وتقديم المادة القيمة ، فنتج إعلام مضحك على هيئة أطفال .. وعلى شاكلة “سيارة أبوي أحسن من سيارة أبوك” .


طغت “شرهات معزب فريقه” على الكتابة بعقلانية والتفوه بإعطاء كل فريق حقه ، فنتج إعلام امتهن غير مهنته ، فحقا إعلامنا أصبح مهمة من لا مهنة له .


أريد مرة أن أكتب بمدح وغزل وفخر عن حال رياضتنا والتعاطي معها فما وجدت في الغالب إلا تشكيكا وتكذيبا ونفاقا وقلة مروءة وتربية وبرامج لا تُدار إلا لأغراض شخصية .. لعل القادم أجمل وأفضل وأنزه وأعقل !

(مجرد رأى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *