هواجيس

ماذا لو انقرض الكذب..؟

مجرد التفكير في العنوان مرعب، أبعاد العنوان أكبر مما نتخيله، نحن نبتسم مجاملة لأشخاص نبغضهم أو تحديدًا لا نطيقهم. ونتبادل أطراف الحديث المنمق مع أشخاص لا يستحقون أن نعطيهم اهتماماتنا .. ماذا لو كان في العلاقات الشخصية.. وتلك كارثة أخلاقية أكبر.. لنسير معاً في هذا المقال المخيف.

ماذا سيحدث للعلاقات العاطفية بين الجنسين.. رباه فالجلل فيها عظيم.. تقول له: هل تحبني ؟ فيجيبها : لا وإنما استخدم الحب كوسيلة للوصول لغاية في نفسي.. وترد عليه كذلك أنا! .. مجرد تخيل الموقف يجعلك تخاف من التصريح بمكنونك. ماذا لو قالت له اليوم عيد ميلادي أو اليوم عيد زواجنا .. ماذا سوف يقول.. وماذا سوف ترد هي كذلك.. ويبقى سؤال المليون؟ هل تخونني؟ الإجابات سوف تكون صادمة من جميع الأطراف.

ماذا لو كان تصريحاً لمسؤول علاقات عامة في جهة حكومية؟ وتلك كارثة أكبر. سوف يقول : مشروعنا هذا لا يخدم أحد ولكننا كنا نبحث فيه عن إنجاز للمسؤول.. أو أحدهم يقول: ما يهمني التصريح كثر ما تهمني صورتي التي سوف تنشر معه.. وغيره يقول: كم هم مزعجون هؤلاء الناس. يحسبون أننا فاضين لهم فقط؟ .. ولن أسهب في رسم حوارات إضافية في ظل انقراض الكذب..

ماذا سيحدث للشعر والشعراء .. سوف تنقرض قصائد المدح والغزل في معظمها.. وسوف تسود قصائد الهجاء لأنها الأكثر صدقاً لمكنونات الشاعر.. لن تجد أحدًا يصفها بالقمر.. ربما تتغير المفردة لوصفها كواحدة من قطيع البقر.. كل هذا بسبب انقراض الكذب.. وكذلك الكاتب والصحفي والقاص وغيرهم..

ونختم بشبكات التواصل الاجتماعي.. سوف يكون “تويتر” عبارة عن تراشقات مستمرة. ولن تشاهد تلك القلوب الحمراء ولا الورد والأزهار.. وسوف تغلق محلات الورد محلاتها لانعدام الطلب.. حتى فلاتر “سناب” سوف تختفي لأنها من ضروب الكذب وقتها سوف تصبح المشهورة مثل أي واحد من شلة الاستراحة.. وتكون الكارثة لو صرحوا المشاهير بحقيقة أموالهم.. وهنا الكارثة؟ .. الحمد لله على نعمة الكذب.. كي نعيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *